التجاوز

ماذا لو أخطأ موظف في شركتك أربع مرات في اليوم ؟؟؟

ماذا لو تسبّبت زوجتك بإزعاجك خمس مرات في اليوم ؟؟؟

ماذا لو قامت خادمتك بالتقاعس عن مهمتها في اليوم الواحد مرارا ؟؟؟

ماذا لو رفع ابنك ضغطك في اليوم الواحد تكرارا ؟؟؟؟

إن من أخلاق الإسلام الرصينة ، وتوجيهاته الرزينة ، التغافل عن الأخطاء ولو تكررت ، والتعامي عن الزلات ولو تعددت ....

نحن بشر ، والخطأ فينا متوقع وواقع ..بل والخطيئة فينا حاصلة ونازلة ...

وحين يجعل الله أمر بعض خلقه تحت يدنا من :: زوجة ..ابن ...عامل ...خادم ..فإننا ملزمون بالتجاوز عما يحصل منهم..

وقد خدم أنس بن مالك رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنوات فلم يعنفه يوما ولم يؤنبه ولم يلُمْه ..

بل وسأل أحد الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عدد الأخطاء التي ينبغي العفو عنها إن صدرت من عبده فقال *(سبعين مرة )*

تصور !!! سبعين مرة ....

وبما أن الجزاء من جنس العمل ، فإن العفو والتجاوز عن أخطاء البشر ، يجعل الله يوم القيامة يتجاوز عن أخطائنا وخطايانا ...

وكان مسعود بن محمد الهمذاني مشهورا بالعفو عمن يخطئ معه ، وكان يردد كثيرا ::

*الماضي لا يُذكر* ..وحين مات رؤي في المنام ، فسُئل ما فعل الله به ؟ فقال : أوقفني الله بين يديه ، وقال لي : يا مسعود !! الماضي لا يُذكر ..انطلقوا به إلى الجنة ...

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين