كيف نتعامل مع قضايانا الساخنة؟

من الطبيعي في القضايا الساخنة أن تكون الحوارات والمجادلات ساخنة أيضا، وما جرى في قضية السفّاح المجرم #سليماني شاهد على ذلك.

هنا يغيب النقد الموضوعي، ويغيب تحرير محل النزاع، وما نتعلمه من قواعد البحث وآداب المناظرة.

هنا من المتوقع أن يظهر التعصب والتخندق الحزبي والفئوي، وثقافة التسويغ والتبرير.

ويظهر أيضا ضعف التأصيل الشرعي، والجرأة على الفتوى بغير علم، ومثال ذلك الاستشهاد بقواعد الضرورات وأكل الميتة!! وكل هذا يحتاج إلى علم دقيق والمتسرع الجاهل سيقع في الخطأ حتما ولا ينفعه حسن نيته.

يظهر أيضا غياب البحث الجاد عن الحقيقة، حتى حقيقة مراد المتكلم، والانتقال إلى ثقافة الحرب أو العدوان ومحاولة التسقيط والانتقاص من (الخصم) مهما كان.

يظهر أيضا ضعف اللغة العربية، فبعض القرّاء لا يفهم دلالة اللفظ أو السياق، ولذلك ترى فهمين متناقضين لمقولة واحدة!!

بناء على كل هذا تكون النتائج في الغالب مزيدا من الفتنة والوقيعة وتقطيع الأرحام.

لكنه في المقابل إذا اختار الناس السكوت والاكتفاء بالرقائق والطروحات الوردية، فمعنى هذا أننا لن نكون قادرين على حل أية مشكلة، ولا الاستفادة من أية تجربة، والمشهد العراقي الداخلي واضح في ذلك من مسألة المقاومة ثم الحراك والمشاركة السياسية والدخول في الجيش والشرطة والتعامل مع الخطر الطائفي...الخ ففتح أي ملف من هذه الملفات ممكن أن يفجّر أزمة داخلية تضاف إلى الأزمات السابقة.

ماذا نفعل؟

نترك هذا لأهل العلم ؟ أهل العلم لم يتفقوا

نتركه لأهل السياسة؟ أهل السياسة خرّبوها أكثر

نترك لكل منطقة أو جماعة أو عشيرة أن تتصرف بما تراه على قاعدة (أهل مكة أدرى بشعابها)؟ هذا سيقودنا إلى تناحر حتمي وتضارب في المسارات والتوجهات.

طيب ما هو الحل؟ هذه المرة لن أجيب، بل سأفتح المجال على طريقة (العصف الذهني) لكل صاحب فكرة أو نظرة، مهما كان موافقا أو مخالفا.

والله يحفظكم جميعا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين