فلسفة الدنيا وفلسفة الآخرة

لا يخلو منزل أو بيت من وجود غرفة ضيقة لقضاء الحاجة ....تسمى *المرحاض*

يكاد يكون اتساع المرحاض واحداً في كل المنازل ..

غرفة ضيقة طولها وعرضها واحد ، متر ونصف ، بمتر ونصف ..فإن اتسعت فمتران بمترين ....

أما غرفة الجلوس وغرفة النوم وصالون الضيوف ، فهي أكبر وأوسع من المرحاض أضعافاً مضاعفة ...

ولو أن ثرياً أو غنياً أو ذا جَدٍّ ، بنى قصراً فهو سيجعل سعة المرحاض نفس الوسع المتعارف عليه ، وربما زاد زيادة ليست بذات بال ...

ولو أن المهندس عرض عليه أن يجعل المرحاض أربعة أمتار بأربعة أمتار ، لتعجب منه وأنكر عليه ، وقال له : إنما هو لقضاء الحاجة ، وليس للعب ولا للجلوس ولا للنوم ....

مكان الجلوس مختلف وواسع ، ومكان اللعب مهيع ولاحب ، ومكان النوم له وصفه الخاص ، أما المرحاض فهو لقضاء الحاجة ليس إلا ...

انصراف المسلمين عن الدنيا < التصوف > يلزمنا بذكر الأدلة على قوة المسلم وغنى المسلم وعزة المسلم ...

وانغماس المسلمين في الدنيا ، وانصرافهم عن الآخرة ، وتغول فكر المادة والشراء والاكتناز والتملك ، يلزمنا بذكر حقيقة الدنيا وأنها المرحاض الذي ينبغي أن لا يأخذ من الاهتمام والمكانة والمكان إلا ما يضطر إليه المسلم ...

الذين ملكت الدنيا مشاعرهم وتركوا للدين شريطاً ضيقاً ، هم مثل من بنى مرحاضاً طوله عشرة أمتار وعرضه كذلك ، ثم جعل غرفة جلوسه متراً بمتر ..

هذا أحمق ...

الجلوس ليس هنا ...والراحة ليست هنا ...واللذة ليست هنا ..

هنا قضاء الحاجة ليس إلا ..فالدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ذكر الله وما والاه ...

أدرك الناس فلسفة الدنيا فعمروا مرحاضاً ضيقاً وصالوناً واسعاً ،،

فهلا أدركوا فلسفة الآخرة فأعطوها من وقتهم ومالهم وأنفسهم وجهودهم ما تستحقه وما هي أهل له !!!!!

عسى ولعل !!!!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين