الكلام موجّه نحو هؤلاء وأولئك.. فمن ليس منهم فلا يغضب!

في الهَدي النبَوي : (مابالُ أقوامٍ ..) ؟

في الأمثال الشعبية : مَن على رأسه بَطحة ، فليلمّس عليها - مَن في رقبته شوكة ، فستنخزه!

الكلام العامّ لايثير أحداً ، بعينه ، لكنه ينفع الجميع !

حين تقول: الخوَنة يفعلون بالأمّة كذا وكذا,,لا تثير خائناً ، بذاته ؛ لأن الخائن ، يرى نفسه مخلصاً شريفاً! وربّما يؤكّد الكلام ، وقد يشير إلى أشخاص ، بأعيانهم ، متّهماً إيّاهم ، بالخيانة العظمى ، أو بالعمالة لأعداء الأمّة ! وقد يكون هؤلاء ، الذين يشير إليهم ، متّهِماً إيّاهم ، بالخيانة ، أو العمالة للعدوّ ، أعداء له ! بل قد يكون بعضهم : أشرف منه ، وأنبل ، وأحسن أخلاقاً ، وأشدّ إحساساً بالكرامة الوطنية ! وقد يكون بعضهم أحياء ، وبعضهم أمواتاً ! بل ؛ قد يزعم ، أنه أنقذ البلاد والعباد ، من أولئك الخونة ، وأجرى عملية تصحيح ، لنظام الحكم الفاسد السابق !

حين تقول : كذا وكذا يفعل المجرمون ، بمواطنيهم ، تشير إلى مجرمين مجهولين ، دون أن تسمّي أحداً منهم ؛ كيلا تستفزّ أحداً ، بعينه ، فالعقلاء في الأمّة ، يعرفون المجرمين ، الذين يصبّون عليهم النِقم والأحقاد ، ويزجّون بهم في السجون ، أو يشرّدونهم في المنافي ، أو يلاحقونهم في بلادهم ، أو يحرمونهم من لقمة العيش ، أو يضطهدون أهليهم ..!

وحين تقول : جثم التافهون على صدور الناس ، في أكثر بلدان العالم الإسلامي ، ومَن سلّمهم السلطات في بلادهم عن : غفلة ، أو جهل ، أو حماقة ، أو جشع ، او نذالة .. أتفه منهم ؛ فإنك لاتسمّي أحداً ، بعينه ، من الممسكين بزمام السلطات ، أو ممّن أسلموهم السلطات ! لذا ؛ لاخوف من إثارة الشحناء ، في صدور هؤلاء ، أو أولئك ؛ فالمتابعون لسيَرالفريقين ، معاً، يعرفون من استلم البلاد ، وأمسك بنواصي العباد .. كما يعرفون التافهين الآخرين ، الذين سلّموهم أزمّة الحكم ، لسبب من الأسباب المذكورة ، آنفاً،أو لغيرها!

وحين تقول : التافهون الذين سلّموا البلاد ، لأناس أتفه منهم ، قد يكونون معذورين ، بسبب: الجهل ، أو الحماقة ، أو النذالة المتأصّلة في نفوسهم .. والآخرون الذين استلموا السلطات ، معذورون ؛ لأنهم وجدوا سلطات سهلة ، فاستلموها .. أمّا الآخرون ، الذين تقع على رؤوسهم المصائب ، وهم ينظرون ، ويدّعون العقلانية والفهم ، والحنكة والحصافة .. وهم ، في الوقت ، ذاته ، يتصارعون على الفتات ، وعلى توافه المكاسب .. أمّا هؤلاء المدّعون ، فهم أشدّ تفاهة، من الفريقين السابقين !

نقول : إن الإشارة ، إلى التفاهة والتافهين ، وإلى الإجرام والمجرمين، من الحمقى والمغفّلين، والأنذال والساقطين .. دون تسمية أشخاص ، بأعيانهم ، لابأس بها ، بل ؛ هي ضرورية ، لتنبيه الضحايا البائسين!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين