واجبات منسية:  وحدة المشاعر

يتعرض الطيران لبعض الحوادث سنويا ، بحيث لا يخلو العام في الغالب من سقوط طائرة ، ويموت الركاب كلهم في العادة إلا ما ندر ..

الذي يحدث عند سماع خبر كهذا أن نشعر بالحزن والشفقة على الركاب وذويهم ، دون اعتبار لجنسياتهم أو أديانهم أو إثنياتهم ....

مجرد الشعور بالأسى عليهم ، يدل على إنسانية في النفس ، لا يخلو منها إلا وحوش البشر ...

لكن هناك واجباً منسياً عند كثير من المسلمين ،وهو أنه يجب على المسلم أن يزداد تأثره ، وأن تتفاقم مرارته ، عندما يعلم أن الركاب مسلمون أو فيهم مسلمون ...

لماذا ؟

لأن كل مسلم هو أخ للمسلم ...

فهل حين يعلم أن أخاه ضمن ركاب الطائرة ، يبقى على نفس الأحاسيس ، أم أن المشاعر تصبح في واد آخر ...؟!

عندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كان من أول أعماله الإخاء بين المسلمين ....

ما لم يشعر المسلم بهذا الواجب وهو واجب الأخوة تجاه كل المسلمين فسنظل أوزاعا وجماعات ...

لا يمكن للتاجر أن يغش أخاه ..وعندها ستشيع الأمانة بين المسلمين ...

لا يمكن لمن غضب أن يقتل أخاه .. وعندها سينتشر الأمن بين المسلمين ..

لا يمكن للمسلم أن يشي بأخيه ، وعندها سينتشر التعاضد بين المسلمين ..

لا يمكن للمقتدر أن يظلم أخاه ، وعندها سينتشر العدل بين المسلمين ..

لا يمكن للعاقل أن يهجر أخاه ، وعندها سيعمّ التراحم بين المسلمين ..

عندما ترى مسلمين جياعا ، أو جرحى ، أو قتلى ، أو مقهورين ، أو مُسْغبين ، أو مُتْرّبين ، وتبقى مشاعرك كما هي ، فاعلم أنه ينبغي أن تراجع إيمانك ..

المؤمنون إخوة بنص القرآن

والمسلم أخو المسلم بنص الحديث ، فلا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يُسلِمه ...

عندما تشعر بألمك فأنت حي ..

وعندما تشعر بآلام الناس فأنت إنسان ..

وعندما تتألم لآلام المسلمين فأنت مسلم ..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين