الاستهزاء والسخرية من الدين من الملاحدة والعلمانيين

الاستهزاء والسخرية من الدين وأحكامه مظهر وتصرف مشترك بين الملحدين وغلاة العلمانيين والحداثيين ومن بعض من يسمون أنفسهم بالتنويريين ضمن دائرة الفكر الإسلامي!!!.

ولنا في تحليل ذلك وقفات:

1_إن بعض هؤلاء لا يملك سوى هذه السخرية كأداة في النقاش العلمي، وهو يعتمد مبدأ التحقير وإغاظة الآخر كجزء من سلاح المعركة الفكرية التي يخوضها.

2_ الاستهزاء والسخرية لا تجعل الحق باطلا، وليست دليلا علميا بحد ذاتها _ وهو أمر يعرفه الساخر _ لكن فيها دوافع نفسية للساخر من خلال التنفيس عن العقدة النفسية الداخلية، ومدى عمق الكراهية للمقابل.

3_ يعمد الساخرون إلى استقطاب شرائح من الناس يلفت نظرها ويمتعها خطاب السخرية والكوميديا، دون تمحيص حقيقي لصحة الدعوى، فهو يستثمر حالة الجهل من أجل مصلحة التنوير !!!.

4_ المسارعة لإفقاد هيبة الأدلة العقلية والنقلية قوتها الذاتية في الاستدلال، بدل محاولة مناقشتها باعتبار أنها لا تستحق المناقشة أصلا فهي محط سخرية من الأساس!!!.

5_ غالبا ما يكون الساخرون لم يحيطوا علما بتفاصيل الأدلة ولا القضية المبحوث فيها، خصوصا إذا كان الأمر يحتاج لأدوات علمية ومهارية يفتقر هو إليها، فلم يبق إلا سلاح السخرية للشتويش وللتغطية على وجود هذا النقص العلمي في ذواتهم.

6_ قمة السعادة أن يجد الساخرون مناظرا ضعيفا أو مؤدبا، فبدل أن يستثمر ذلك في إثبات مقولاته نجده يلجأ للسخرية من ذات المناظر، كنوع الشخصنة ومن إعلان النصر على الخصم دون كبير جهد.

7_ تكون السخرية أحيانا كنوع من جلد الذات الخفي، من خلال تذكر الذات الآن ما كانت تعتنقه من الأفكار والتصورات، فيسخر من نفسه كرد فعل عنيف من خلال سخريته بالآخرين بعنف أكبر.

8_ اللجوء إلى الاستدلالات الواقعية من خلال المقارنة الظالمة بين أحسن ما عند الساخر في الواقع وأسوأ ما عند المسخور منه في الواقع، لتتخذ دليلا على صواب الأفكار _ وما هي بدليل طبعا _ وفسح المجال للسخرية التي تتيحها هذه المقارنة.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين