الدنيا

هذه خطبة قديمة لي كانت ضمن ملف من الخطب كنت أكتبها وأحضّرها أسأل الله أن يكتب فيها القبول.

بيَّن القرآن حقيقة الحياة الدنيا وما فيها من نعيم بالنسبة إلى الدار الآخرة، وبيَّن أنها لعب ولهو وزينة وتفاخر وتكاثر بين الناس، وأنها متاع زائل، وأنها متاع الغُرور وأن ما عند الله خير للأبرار، وأن الآخرةَ خيرٌ لمن اتقى.

يصف الله تبارك وتعالى الدنيا فيقول في:[اعْلَمُوا أَنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الغُرُورِ] {الحديد:20}.

تصور الآيات الدنيا هزيلة زهيدةً، وتهون من شأنها، وترفع النفوس عنها وتعلقها بالآخرة والحياة الدنيا حين تُقاس بمقاييسها، وتوزن بموازينها، تبدو في العين وفي الحسّ أمراً عظيماً هائلاً، ولكنها حين تقاس بمقاييس الوجود وتوزن بميزان الآخرة تبدو شيئاً زهيداً تافهاً، لعب ولهو وزينة، وتَفَاخر بين الناس وتكاثر في الأموال والأولاد وهل في الدنيا مجالات غير هذه المجالات التي يتنافس فيها الناس؟ ومتع الحياة الدنيا التي يُنفق الناس فيها أعمارَهم، إذا نظرنا إليها بمنظار الحقيقة لا بمنظار الغرور وجدناها كمثل دَوْرة من دورات الربيع، أو دورة من دورات المواسم الزراعية، تبدأ بأعمال الحرث والزرع، وينزل الغيث، وينبت الزرع، وتزدان خضرته ويختال شبابه، وتتزيَّن بأكاليل الزهر رؤوسه، وعندئذ يعجب الزراع نباته، ثم يدب فيه العيش حتى يصبح مصفر اللون بعد أن كان خضراً نضراً، ثم يتحطم ويتكسر، ولا يبقى منه إلا الأثر والذكرى، وكذلك الدنيا.

ما هي مغريات الحياة الدنيا، اللعب واللهو... التلهي بأعراض الدنيا عن القيم الأخروية.

ولو أنَّ مزارعاً تلهى ولعب في وقت الحَرْث والزرع، أفترونه يحصد ثماره مع الغانمين إذا جاء موسم الحصاد؟ إنه يومئذ يحصد الخيبة والندم ويقطف من أشواك الألم ثمرات لهوه ولعبه... وكم يضيع الناس من كنوز الآخرة بما ينخدعون من لعب ولهو، وقد كان باستطاعتهم أن يكونوا أهل جدٍّ وعمل يزرعون في الحياة الدنيا ما يبقى لهم ثمراً خالداً نامياً إلى يوم الدين.

والحياة الدنيا زينة، وقد أبان الله لنا أنَّه جعل ما على الأرض زينة لها ليبلوا الناس أيّهم أحسن عملاً، يقول سبحانه:{إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الكهف:7]. وقد سمّى الله كل ما على الأرض مما يتمتع به الإنسان زينة لها، قياساً على الدار الآخرة، وما فيها من نعيم حقيقي لا ينقطع.

وسمَّى الله تبارك وتعالى المال والبنين زينة من زينة الحياة الدنيا، وأبان أن الباقيات الصالحات خيرٌ عند الله ثواباً وخيرٌ أملاً، يقول سبحانه: {المَالُ وَالبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [الكهف:46].

والباقيات الصالحات هي: الأعمال الصالحة التي تُرْضي الله تعالى، فهي باقيات لأنَّ ثوابها باقٍ وخالد في دار النعيم، وهي خيرٌ أملاً في نفوس المؤمنين من كل الآمال التي يعلقها الناس في الدنيا على الأموال والبنين.

ومن الزينة التطلُّع إلى أصحاب المال والجاه، والزُّهد بالفقراء والضعفاء، وقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بعدم التطلع إلى زينة الحياة الدنيا، فقال سبحانه في سورة الكهف: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف:28].

ويقول سبحانه: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [طه:131].عبَّر عن زينة الحياة الدنيا بالزهرة لأن الزهرة مزدانة المظهر شكلاً ولوناً ورائحة، إلا أنها سريعة الذبول قصيرة العمر.

على أنَّ الاستمتاع بالزينة في حدود ما أباح الله لا يتعارض مع العمل للآخرة، بل قد يكون مُساعداً عليه، وطاعة لله تعالى إذا اقترن بنية صالحة، قال الله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ القِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [الأعراف:32].

ومن مُغْريات الحياة الدنيا: التفاخر. وهو التسابق لحيازة ما به يفتخر الناس بعضهم على بعض، إنَّ كثيراً من الناس قد يشح بالدرهم في مجال لا فخر له فيه عند الناس، وربما يكون له فيه أجر كبير عند الله في حين أنه قد يبذل الألوف في مجال آخر يجد له فيه بين الناس فخراً...

إن معظم الحروب الجاهلية الدافع الأكبر فيها عنصر التفاخر الفَرْدي والقَبَلي والقومي..

وقريش في غزوة بدر اندفعوا بدافع الفخر، بعدما نجت عيرهم وأموالهم، وقد حذّر الله المؤمنين أن يكونوا مثلهم، فقال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَاللهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [الأنفال:47].

ووصف الله أهل الاختيال والفخر بأنهم بخلاء في مجالات الخير، ويأمرون الناس بالبخل، فإذا كانوا في موقف من مواقف الفخر أنفقوا أموالهم رئاء الناس، قال تعالى {إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا(36) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آَتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا(37) وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِاليَوْمِ الآَخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا(38)}. [النساء].. فهم بخلاء دعاة للبخل في مواطن الخير ومرضاة الله، مسرفون مبذرون في ميادين التفاخر ومراءاة الناس.

ومن مغريات الحياة الدنيا: التكاثر في الأموال والأولاد، في الأنصار والأعوان والأجناد والتكاثر في جميع ما هو من زينة الحياة الدنيا، والله سبحانه وتعالى يقول:{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ المَقَابِرَ} [التَّكاثر:2].

وأمام الحياة الدنيا نجد الناس قسمين:

القسم الأول: غاية هَمِّه الحياة الدنيا، ولا يطلب الآخرة، والقسم الثاني: لهم مطلبان، مطلب عاجل، ومطلب آجل، أما المطلب العاجل فهو زَادٌ حَسَن يجتازون به الحياة الدنيا، وأما المطلب الآجل فهو الذي يطمحون إليه... وفي ذلك يقول الله تعالى {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ(200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(201)  أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ سَرِيعُ الحِسَابِ(202) ]. {البقرة}.. ويقول تعالى:[وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} [آل عمران:145].

فمن أراد بعمله الدنيا آتاه الله منها على قدر عمله، ومن أراد بعمله الآخرة آتاه الله ثواب الآخرة وثواب الآخرة يضاعف عند الله أضعافاً كثيرة. والمؤمن يظفر بثواب الدنيا والآخرة معاً، كما يقول سبحانه: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء:134].

فالحياة الدنيا مزرعة للآخرة، وجسر لابدَّ من عبوره، وأداة في سبيل الوصول إلى الغاية، ولا ينبغي أن نتخذها غاية رغبتنا، وأكبر همنا، ومبلغ علمنا.

إن الإسلام لا ينكر الدنيا، ولا يكرهها كبعض الديانات المعاكسة للفطرة الإنسانية، ولا يعبدها ويقدسها كديانة المادية الحديثة، إنه يرسم حدود الدنيا والآخرة بعلامات وفواصل يجب أن نعرفها ونقف عندها، ويجعل الآخرة في الدرجة الأولى لأنها حياة غير فانية. ولأن نعيمها خالد وعذابها خالد، وإنه من الخطأ أن نؤثر النعمة التي تفنى على النعمة التي تبقى، ونرجح الذي يزول على الذي لا يزول.

لقد ضرب الله مثلاً قصة رجلين أحدهما غرَّته الدنيا، إذ وسع الله عليه الرزق، فآتاه جنتين من أعناب ونخيل، فافتخر بما آتاه الله، وظن أن جنتيه خالدتان، وأنكر الساعة ويوم الجزاء، فوعظه صاحبه، فلم يستجب لموعظته، فسلبه الله النعمة، وندم على ما كان منه من كفر وشرك...

قال الله تعالى {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا(32) كِلْتَا الجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا(33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا(34) ]. {الكهف}..إن داء هذا الرجل المغرور بماله، ورجاله داء منتشر في الناس انتشاراً واسعاً ونجد أمثلة كثيرة له في كل زمان ومكان وبيئة.[وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا(35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا(36) }. [الكهف].

لقد سيطر الغرور على هذا المتكاثر بماله ورجاله سيطرة تامة، حتى توهم لجنته الخلود، وجره هذا التوهم إلى إنكار قيام الساعة..أما صاحبه الفقير الذي لا جنة عنده ولا ثمر ولا مال ولا نفر، فإنه معتز بما هو أبقى وأعلى، معتز بعقيدته وإيمانه، معتز بالله الذي تعنو له الجباه، يذكر صاحبه بمنشئه المهين من ماء وطين، وينذره عاقبة البطر والكبر. {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا(37) لَكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا(38) وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا(39) فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا(40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا(41) }. [الكهف].

وهكذا يستشعر المؤمن أنه عزيز أمام المال والجاه، وأن ما عند الله خير من أعراض الدنيا، وأن نقمة الله وشيكة أن تصيب الغافلين المتبطرين.

وأن متع الدنيا وأموالها عرضة للزوال، وعرضة للقبض بعد البسط، وللتدمير بعد التعمير، وللسلب بعد العطاء، فمكر الله لا يؤمن، ونقمته قريبة مهما أمهل ولكن المغرور، لم يسمع نصيحة صاحبه المؤمن، وبقي سادراً في غيه، حتى حلت به العقوبة، وفاجأته المصيبة، فسلبه الله النعمة، وأصبح نادماً يتحسر... ومن مشهد النماء والازدهار ننتقل إلى مشهد الدمار والبوار، ومن هيئة البطر والاستكبار إلى الندم والاستغفار.{وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا(42) وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا(43) }. [الكهف].

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

الخميس 13/رجب/1402 مكة المكرمة

نشرت 2010 وأعيد تنسيقها ونشرها 26/9/2020

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين