افتراءات على الدولة العلية العثمانية

هذا ردي على مقال شخص مفترٍ كتب في إحدى الصحف العربية بتاريخ الأربعاء 20 رجب 1440 حيث يقول عن الدولة العلية العثمانية "إنها دولة داعش الأولى" وهذه الإفادة تكفينا أن نفهم مقصد هذا الشخص

وأفاد أيضا: "كثيرا ما أشرت طوال الأعوام الماضية في مقالاتي إلى ميلي لتسمية دولة داعش البغدادي بـ "داعش الثانية" إذ إنها سبقت تاريخيا بدولة مطابقة لها تماما في التأسيس والجرائم والمجازر الفظيعة، بل وحتى في طريقة إخراج جنودها كالجرذان من العالم العربي تلك الدولة التي تسمى زورا دولة الخلافة العثمانية بينما الواقع يؤكد أنها دولة داعش الأولى".

هذا الشخص الجهول يفتري على الدولة العلية العثمانية بتشبيهها بخلافة داعش في يومنا هذا

ويقول في مقالته:" ولا بد من تذكيره أيضا بأن لدولة "الخرافة" العثمانية سبقا تاريخيا فريدا في إذلال المقدسات الإسلامية"!!

نرد على افتراء هذا الشخص بإيجاز فنقول:

أيها المفتري الأثيم: ألم تر إجراءات الدولة العلية العثمانية؟ لا بد أن تكون ضريرا وأصمًّا لقول هذه الكلمات السيئة المليئة بالأكاذيب.

-قد سجَّل التاريخ هذه الدولة دولة عالية فالتاريخ لا ينسى أبدا كما تتناسى

-حكمت هذه الدولة بأسرة حاكمة واحدة طوال سبعمئة سنة.

-هذه الدولة التركية التي وصلت إلى الحدود الواسعة في أنحاء العالم من حيث الأراضي والسيطرة.

-هذه الدولة التي اهتمت بالسلطة المركزية أكثر من الدول التركية الأخرى ونجحت في محاولتها

-هذه الدولة صاحبة العز والنهضة في مجال الثقافة والحضارة، وكانت هناك اللغات العالمية والخاصة بها بسبب تلك الحضارة

-لا شك أن الدولة العثمانية لم تكن من الدول المستعمرة أبدا بعكس قول هذا الشخص المفتري.

-رؤيتها سياسية بمساعدات الدول التركية الأخرى في كل مكان اعتمدت على الجهاد في سبيل الله.

-تولى خلفاء الأسرة الحاكمة سلطة هذه الدولة العظيمة لتحكم بشريعة الله المحضة.

-هذه الدولة دولة فريدة من حيث العمر.

اهتمت بالعلوم والفنون بسبب ما عندها من إيمان بالله.

ذكرنا ما سبق نسبة إلى الدولة العثمانية لأنها تستحق كل ما أحصينا

أظهرت الدراسات التاريخية للدولة العثمانية أنها دولة عظيمة وقوية وجليلة ومتحضرة.

لو لم تفتح الأماكن تحت الاستعمار، لكان هناك ظلمات وضغوط وجهالة وأخطار.

كيف يدعي هذا الرجل أن الدولة العثمانية كدولة داعش في يومنا هذا؟

داعش تذبح الأبرياء بلا تحديد وبدون مبرر في الوقت الحالي. واعجباه يضع هذا الرجل هاتين الخلافتين في نفس الكفة!!

نحن نقول لهذا الرجل: هيهات هيهات أن تتكلم عن الدولة العثمانية العظيمة.

كانت مكانة هذه الدولة رفيعة وثمينة عند كل الناس لاسيما المسيحيين واليهود الذين يتبعون الدولة العثمانية طوال عمرهم.

لو صدق هذا الرجل في أقواله لكان باطلا ما سجله التاريخ في عهد الدولة العثمانية

الدولة العثمانية تتبع طيلة حكمها شريعة الله المحضة. حينما نلاحظ الأوراق والوثائق القديمة نجد كل شيء ناطق حي بالخير عن الدولة العثمانية. لا داعي أن نفتح صفحات الأوراق لأننا نرى آثار هذه الدولة العظيمة تقريبا في كل مكان خاصة في إسطنبول وبورصا وفي الدول العربية. نحن نلقب الدولة العثمانية باسم دولة الحضارة والإسلام. لا نرى في أحداثها وأخبارها ظلم أو تحقير أو تسلط أو إجحاف لكن عندما كفت بصائرنا فيكون هناك حال لا غنى عنه. فطالما نطويها لا ندركها بشكل دقيق

تربى العلماء والفضلاء والأولياء والشعراء والأدباء والأمراء والسلاطين في عهد الدولة العلية العثمانية، وهذا الظاهر للعيان بلا توقف وبدون انقطاع، فعلى سبيل المثال:

من العلماء العثمانيين:

علي قوشجو، تقي الدين، كاتب جلبي، صابونجى شراف الدين، بيري ريس

أحمد جودت باشا، هزارفن أحمد جلبي، إبراهيم متفرقة، أوليا جلبي، ملا فناري، ملا خسرو، آق شمس الدين، الشيخ مجد الدين إسحاق جابر بن حيان، شيخ الإسلام مصطفى صبري أفندي، علي حيدر أفندي، بديع الزمان سعيد النورسي، محمد زاهد كوتكو، محمد زاهد الكوثري .

ومن الشعراء العثمانيين:

يونس ايمره، نسيمي، فضولي، أحمد باشا، باقي، نوعي، بغدادلى روحى، نفعي، شيخ الإسلام يحيى، نديم، ضياء باشا، نامق كمال، عبد الحق حامد، محمد عاكف أرصوي، يحيى كمال بياتلي

يا أيها المفتري اقرأ مؤلفاتهم بفهم دقيق، فيما بعد تدرك حجم هذه الدولة العظيمة.

يا أيها المفتري كيف تشبه الدولة العثمانية بداعش يومنا؟

من المؤسف أن يكتب هذا الرجل أقواله في صحافة بلد عربي خدمت الدولة العثمانية مقدَّسات الإسلام ولا تزال آثار خدمتها ظاهرة للعيان.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين