فهوم كثير من المسلمين أن التدين هو صلاة وذِكْر ولحية وحجاب ، هي فهوم خاطئة ، بل هي تزري بالدين قبل أن تزري بأصحابها ، حيث تتضمن هذه الفهوم أن الدين هو انعزال عن الدنيا وعن الحياة ، وأن التدين والدنيا لا يلتقيان ...
وإذا كان الإسلام يرفض الرهبانية المبتدعة ، فإنه يرفض بحتاً - قطعاً - الرهبانية المغلّفة المصطنعة ، وإذا كانت الصومعة ذات الشكل الضيق ليست من الدين ، فالصومعة ذات الشكل المتسع ليست من الدين ...
وقد أخبرنا الله تعالى أنه خلقنا لشيئين :
لعبادته في أرضه ،، ولعمارة أرضه ..
كما أخبرنا أن العبادة ليست محصورة بالشعائر ، بل هي تشمل بذل الخير للخلق ونبل المشاعر ...
فالمسلم أينما حل وكيفما ارتحل ، ينبغي عليه أن يعمل خيرا ، وينيل خيرا ، ويترك خيرا ....
وشعار : راحتي يا اخوتي في خلوتي ..ليس من الإيجابية بشيء . وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه قائلا : لأن تخالط الناس فتصبر على أذاهم ، خير لك من أن تعتزلهم ..
وإن من الإيجابية في حياة المسلم ، مقاومة الفساد :
فالمسلم إن رأى من يحفر حفرة في الطريق وجب عليه نهيه ، فكيف بمن يحفر للأمة أخدودا ..
والمسلم إن رأى من يرمي الأوساخ من سيارته في الطريق ، عليه أن ينبهه إلى سوء ما فعل ..
والمسلم إن رأى من يسرق أموال الناس فعليه وعظه وكفّه وزجره ..
والمسلم إن رأى غشا في بضاعة أو سوءا في صناعة ، فعليه واجب النصح والتذكير ، وإلا فالإعلان والتشهير حماية لبقية أفراد المجتمع ..
والمسلم إن عرف من يوزع المخدرات ،وينشر الموبقات ، ويزرع الآفات ، فعليه أن يمنع كل ضرر وأن يطفئ كل شرر ..
المسلم ينبغي أن يكون عارفا بواقع وطنه ، مدركا لما يجري فيه ، مطلعا على المؤمرات التي تحاك ضده ، يتطلب الحقائق ، ويواجه المخططات ..
المسلم باختصار هو رجل شرطة ، مكلّف من قبل الخالق ، ثم من سيد الخلق ، أن يكون في كل مكان حاميا للحق ، ناشرا للخير ، ناطقاً بالمعروف ، مانعاً مما يُغضب الحق ، أو يؤذي الخلق ...
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول