عرف الناس هجرات متتالية متتابعة في التاريخ القديم والوسيط والحديث ، وكانت أغلب الهجرات متمحورة حول البحث عن أسباب الرزق ، وطلب عناصر البقاء ، حتى إن هناك شريحة اجتماعية يسمون البدو كانوا يرحلون من ديرة إلى أخرى ، ينتجعون الماء والأراضي الغنية بالأعشاب ...
لكن الهجرة للحفاظ على الدين كانت أقل الهجرات ...وهذا أمر عجيب ، نظرا لمكانة الدين ، وخطره في الدنيا والآخرة ...
إذا كان الدين يمثّل لمن يعتقده منهج الحياة في الدنيا ، وسفينة النجاة في الآخرة ، فهو أهم بكثير وكثير من البحث عن أموال زائدة ، وطلباً للفائدة ، في أمور الدنيا الفانية والبائدة ...
وعندما يُمنع المسلم من إقامة شعائر دينه في بلده ، فعليه وجوبا - إن استطاع - أن يفر يدينه الى حيث يمكنه إقامة هذه الشعائر ...
وقد سمى الله من لم يفعل هذا بأنه ظالم لنفسه ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ) .
فمن منعته دولته من إقامة الصلاة ، أو الحج الى مكة ، أو ارتداء نسائه الحجاب الإسلامي ، أو ألزمته بأكل لحم خنزير ، فعليه إن استطاع أن يهاجر ويفر بدينه ...
ومن كان يغلب على ظنه أنه غير قادر على السيطرة على أولاده في بلاد الاغتراب ، وأن أولاده سيكونون عرضة للفساد والانحلال ، فإن عليه أن لا يسافر ، وإن كان في تلك البلاد فعنها ينبغي أن يسافر...
الإسلام هو بطاقة الحصول على أعظم نعيم ، والنجاة من أقسى جحيم ..
ولذلك الإسلام يستحق كل تضحية وكل عناء ..
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول