الزيارة في الله (4)

إضاءة رابعة قصيرة حول الزيارة في الله عز وجل.

فيها حديث أبي هريرةرضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى، فأرصد الله تعالى على مَدْرجته ملكاً، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخا لي في هذه القرية. قال: هل له عليك من نعمة تربُّها عليه؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله تعالى، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه.

قصة أنقلها لكم اختم بها موضوعي عن زيارة الاخ لأخيه في الله عز وجل أنَّ الإمام احمد رحمه الله وهو في بغداد قال ليحيى بن معين رحمه الله: أريد ان ازور هذا العام الإمام عبد الرزاق في اليمن فلما اقترب وقت الحج قال الإمام أحمد نحجّ هذا العام إن شاء الله، فلما وصل هو وتلاميذه مكة المكرمة، وجد الإمام عبد الرزاق فيها قد أتى للحج من اليمن، فقال تلامذة الإمام أحمد: مادام الإمامان قد التقيا في مكة فلا حاجة إلى السفر إلى اليمن، وبعد الحج غادر الإمام عبد الرزاق مكة المكرمة إلى اليمن، لكن الإمام أحمد لم يغادر مكة إلى بغداد وإنما صبر قليلا ثم شدَّ الرحال من مكة إلى صنعاء، فقال له تلامذته: لقد لقيت الرجل وأخذت عنه وأخذ عنك، فقال لهم: نعم لقيته ولكني لا أفوت على نفسي فضل زيارته في بلده.

ولكم أن تحسبوا وتقدروا حجم المتاعب والمصاعب بل والمخاطر التي لا قاها الإمام أحمد في هذه الرحلة التي تستغرق أشهرا

ويكفي أنها آلاف الكيلو مترات وعلى الجمال

فماذا تكلفنا زيارة إخواننا اليوم وخصوصا عندما نكون نحن وهم في مدينة واحدة

وفي الختام فمثل هذه المقالات تحتاج كتبا ولا يسعها منشور واحد، ولكن كما يقولون

( لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه ).

الحلقة الثالثة هنا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين