محاضرة الشيخ عدنان السقا في الندوة العلمية الثالثة في حمص - معاً نحو تطوير الذات
أقامت مديرية الأوقاف بحمص تحت شعار معاً نحو تطوير الذات  الندوة الثالثة للأئمة والخطباء وقد ألقى الأستاذ الفاضل الشيخ: عدنان السقا محاضرة قيمة ضمن فعاليات تلك الندوة وعنوان محاضرته : علاقات الدعاة وأهمية الحوار ونورد بهذه المناسبة ترجمة الأستاذ الشيخ عدنان السقا حفظه الله تعالى كما أرسلها إلينا الأخ مراسل الموقع من حمص .
 
بطاقة تعريف :
شيخنا الفاضل المربي : محمد عدنان السقا، من مواليد عام  1942م بارك الله لنا في حياته، يحمل الثانوية العامة الفرع العلمي بجدارة، وكان مؤهلاً لئن يدخل كلية الطب([1])، ولكنه آثر وأحب أن يدخل في كلية الشريعة، وسجل في كلية الشريعة جامعة دمشق وتخرج فيها عام (1966م)، وهو يحمل أيضاً شهادة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة البنجاب بلاهور في الباكستان عام : ( 1995م).
 شيخنا الفاضل من أعلام الدعوة إلى الله عز وجل، وقد تأثر بشخصيات كثيرة منها : الشيخ محمد طيب الأتاسي مفتي حمص الأسبق، الشيخ محمود جنيد , والشيخ المقرئ العلامة عبد العزيز عيون السود , والشيخ محمد سعيد البرهاني، والشيخ محمد الهاشمي، والشيخ عبد القادر عيسى , والشيخ علي الطنطاوي، والشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمهم الله تعالى، كما تأثر بجميع أهل العلم والفضل ممن له أطيب الأثر في بلاد الشام.
 وكانت له رحلات دعوية وتربوية كثيرة، إلى بلدان متعددة منها المغرب وأندونيسيا وأمريكا وتركيا ولبنان والكويت والإمارات.
 خطب في جامع العنابة ومصطفى باشا والخيرات والباشات وجامع عثمان كما كان خطيب مسجد الهدى بجدة لمدة أكثر من سبعة عشر عاماً، وهو  يقوم حالياً بالخطابة في جامع قباء بحمص, ويدرس في قسم التخصص في معهد الفتح الإسلامي في دمشق , وفي مجمع الشيخ المحدث الأكبر بدر الدين الحسني، بالإضافة إلى التدريس والتوجيه في الثانوية الشرعية والمعهد الشرعي.
 اختصر الشيخ الرسالة القشيرية، وكتب في محبة النبي صلى الله عليه وسلم، وله شرح فائق على الحكم العطائية.
 ميزات الشيخ :
أهم ما يميز شيخنا الفاضل خبرة دعوية طويلة ومميزة، أفكار متدفقة كجدول رقراق، حياته في حركته ونشاطه دائبة، بلاغة ولغة رشيقة جميلة , لا يملك السامع لها إلا أن يقف أمامها معجباً، ذوق جمالي مرهف سام، أعان صاحبه على أن يتصيد نفائس الأفكار ودرر الكلمات، لحظات استقاها من قلوب حيّة عاشت في قلبه الكبير وجداً لو علمه الملوك لنابذوا عليه بالسيف، ثم يترجم الشيخ ذلك كله بدمعات خفية , وفروسية كلمة , ورسائل دعوية , ويبثها حيثما حلّ.
 له فضل كبير وملحوظ في ترشيد الفكر الدعوي الإسلامي، والدعوة إلى الوحدة والوسطية والاعتدال والتثبت والحكمة في الدعوة والانفتاح.
 هو صاحب قلب محب , يظهر ذلك في دمعات عينه وخفقات قلبه، وبسمات فمه وتدفق كلماته , وهمسات التشجيع منه ليكون بذلك أستاذاً في محبة المسلمين , بل أستاذاً مميزاً في فن التواصل معهم , ثم لينزل فيهم المحبة الصافية الكبيرة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
 وقد قال فيه أخي الأستاذ الشاعر زكريا الرحال ـ رحمه الله تعالى ـ :
في زرقة العينين منه رسائل       ترجمتها أن البحور بداخلي
لكن بعض الشك راودني             لعلني أخطأت فهم رسائلي
فإذا اللآلئ عند شاطئ عينه      فوق الخدود على امتداد الساحل.

وتنظر محاضرته القيمة التي ألقاها ضمن فعاليات الندوة العلمية الثالثة للأئمة والخطباء، التي أقامتها مديرية الأوقاف تحت شعار : معاً نحو تطوير الذات، وذلك في الجامع النوري الكبير بحمص وذلك في قسم البحوث والدراسات.


(1)   أذكر في هذا الجانب أن شيخنا مشهور بتوقد ذهنه، وحدة ذكائه، وقد ذهب إلى شيخه الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله واستشاره في موضوع الثانوية العامة التي حصل عليها، فأشار إليه الشيخ إلى ضرورة دخوله في كلية الشريعة في جامعة دمشق، ليصبح طبيباً للقلوب، ولقد أثمرت تلك الكلمة الغالية، وتخرج شيخنا في كلية الشريعة، ليصبح بعدها من كبار الدعاة في العالم الإسلامي، وقد تاب على يديه المئات، وأياديه البيض واضحة الأثر في المملكة العربية السعودية وبلاد الشام.  

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين