فَيضٌ منَ الخَاطِرِ في مَدحِ الحَبَيبِ المُصطَفَى

* ومضاتٌ من النور الرائق الهادئ والشعاع المرسل المتألِّق، امتلكها مبلِّغ دعوة ربه وناصر دينه.

إن هديه روحٌ ساريةٌ في شعاب القلب وفي أرجاء الكون. أرسله المولى للإسلام قمراً منيراً، وقدَراً على أهل الشرك مبيراً!. 

إنه سنَىً مشرقٌ، أضاء دروب المحبين، جعلوا من نور ضيائه ومن قويم منهجه مظلَّة يتفيأون ظلالها، يستمعون إلى حديثه فتذرف منهم العيون تذرافاً، وتهيم بهم الصبابة، ويبرِّح بهم الشوق، وترتعش في أعماقهم العواطف الجيَّاشة، وتعتلج في قلوبهم المشاعر الثرَّة الفيَّاضة، فينهال عليهم البيان المنير انهيالاً، كما تنهال من أعينهم الدموع الغزار حتى جَرَت مآقيهم فلا تدع فيهم جفناً يغمض ويهدأ، ولا عيناً تكتحل بنوم!.

* صلَّى الله وسلَّم على أتمِّ بريته خيراً وفضلاً، وأطيبهم فرعاً وأصلاً، وأعلاهم سَوْرةً، وأرفعهم منزلةً وفخراً، كلُّ ذلك في شخص الحبيب إلى قلوب أهل الإيمان قاطبةً، زادهم ذلك شرفاً وتيهاً، أن كان قائد الركب والبشير الهادي والنذير العريان، هو الرسول المؤتمن على إيصال البلاغ المبين للعالمين. ولو اجتمعت فضائل الحكماء والملهمين والأدباء، وجعِلت في كفَّة ميزان لرجحت بها كفَّة خلُق النبيِّ الكريم، التي استحالت بساطاً، وأخذ فداه أبي وأمي يمشي عليه، وفق الملمح البديع في سياق التعبير القرآنيِّ الأغرِّ الناصع:" وإنك لعلى خلق عظيم ". شهادة من اللّه كبرى، وثناء فريد، من المولى العليِّ الكبير، يسجلها الكتاب المسطور، وتبقى حاضرة في أذهان الفئة المؤمنة ما شاء لها ربنا أن تبقى، وتتردد في الملأ الأعلى، وتتلى في محاريب المسلمين إلى يوم الدين. 

* فجّر حبيب الحقِّ وسيِّد الخلق ينبوعاً، فاستحالت أرض البشرية القاحلة حديقةً غنَّاء ترفُلُ بالنضارة والنعماء، وتتزيَّن بحلية الرواء والبهاء والجلال والجمال!.

أزهر من له الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود بدراً صلوات ربي وسلامه عليه، أنار العالم، فكان الداعية الأول إلى الهدى، صاحب أهداف محدَّدةٍ ورؤيةً واضحةً، ما كان يجامل أحداً لمركزه الاجتماعي أو ماله أو نسبه, وفي ذات الوقت كان رجلاً حسَنَ المقابلة لا تغادر الإبتسامة محيَّاه, يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، طيِّب الكلام، يقابل الإساءة بالإحسان، صاحب روحٍ نورانيةٍ شفيفةٍ، ومضةٌ من ضياءٍ، كالشمس في الأفق الأعلى ترسل شعاعها وتضحى!. 

* صلَّى الله على ماحي الضلالة عن الأمَّة، أخرجها من الظلمات إلى النور، وأفاء عليها الظلَّ بعد الحرور، الناطق في آحادهم بالحكمة، الداعي إلى الصدق، الصادع بالحق، محمَّد رسوله الأمين، الذي امتنَّ عليه بأسباب الهدى، ودلَّ به على ما هو أزكى وأبقى، مضى إلى غايته تتبعه العيون، وتحفُّ به القلوب، كأنما هو نبعٌ في الأرض لأشعة النور، إلى جانب الشمس نبعِ الضياء في كبِد السماء!.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين