إضـاءاتٌ تـربـويـة، مـن إجـازاتٍ قـرآنـيـة (1)

إجـازة مـن الـمُقـرئِ مـحـمـدِ بـنِ أبـي بـكـرٍ، الـشّـهـيـرِ *بـابـن الـحُـمّـصـانـي*ِّ، أو: ابـن الـحُـمُّـصـيّ (ت 897هـ).

وقـد أسـنـدَ فـيـهـا مـن طـريـقِ شـيـخِـهِ الـمقـرئ الـكـبـيـر، عـبـدِ الـرحـمـنِ بـنِ أحـمـدِ الـدِّمَـشـقـيِّ ثـمَّ الـمَـكـيِّ، الـشـهـيـرِ بابـنِ عَـيّـاشٍ (ت 853هـ).

وقـد وَصَـفَ شـيـخَـهُ الـمـذكـور بـأوصـافٍ حِـسانٍ؛ كـقـولـه: "شـاطـبـيّ زمـانِـهِ، وسـخـاويّ أوانِـهِ...".

والإجـازة مُـؤرّخـة بـتـاريـخ الـعـشـر الأوّل مـن شـعـبـان الـمـبـارك، سـنـةَ: 871هـ.

وفـيـهـا مـن الـسـجـع الـدّالّ، عـلـى شـريـف الـمقـروء والأحـوال؛ كـقـولـه:" واسـتـعـاذَ وبـسْـمَـل، ووصـلَ بـيـن الـسُّـورتـيـنِ وفَـصَـل، وكَـبَّـرَ عـنـد خَـتْـمِـهِ لـلـقـرآن وهَـلَّـل، فـطـوبـى لـمَـنْ أَتْـقَـنَ وحـصَّـل، وعـلـى مـنـهـج الـسّـعـادة عَـوَّل".

*ومـمّـا جـاء فـيـهـا مـن كريم الـوصـايـا:*

ولـيُـعـلَّـمْ كـتـابَ الـلـه راغـبـاً، ولْـيَـخـفِـضْ جـنـاحَـهُ لـمَـنْ أتـاهُ طـالـباً...".

"وقـد أوصـيـتُـهُ بـتـقـوى الـلـه فـي الـسّـرِّ والـجـهـر فـيـمـا يَـرويـه، وبـاتّـبـاعِ أثـرِ مَـن مـضـى فـيـمـا يَـقـرَأُ بـه ويُـقـريـه، وعـهـدتُّ إلـيـه أنْ لا يـأنـفَ فـي الـرّجـوعِ عـن الـغَـلـط، ولا يُـتـبـعَ نـفـسَـه هـواهـا فـيـمـا مـنـه سـقـط، فـالـلـهُ نـاظـرٌ فـي جـمـيـع أحـوالـه إلـيـه، فـنـسـألُ الـلـهَ أنْ يـجـعـلَ الـقـرآنَ الـعـظـيـمَ شـاهـداً لـه لا عـلـيـه..".

رحـمَ الـلـهُ عـلـماءَ الأمّـةَ، ورزقـنَـا الـعـلـمَ والـعـمـل، آمـيـن.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين