حتى لا نخسر المعركة

أنزل الله الشَّرع الحنيف فيه منظومةٌ متكاملةٌ من المبادئ والأحكام، وفيه منهجٌ راسخٌ للتَّغيير والإصلاح.

ثمَّ أمر الله جنود هذا المنهج وحملة هذه الرِّسالة في كلِّ زمانٍ ومكانٍ بالحكمة في إنزال النُّصوص على الواقع ناظرين بعينٍ إلى النَّصِّ وبأخرى إلى فقه الواقع والممكن وسنن الاستضعاف والتَّمكين وموازنات المصالح والمفاسد.

وكلَّما صعدوا درجةً في سلَّم إقامة الدِّين ثبَّتوا أقدامهم عليها محافظين على المكاسب، وهممهم تائقةٌ بذكاءٍ وحكمةٍ إلى الدَّرجة الأخرى كيف ومتى يصلون إليها.

ومهارة القائد تكمن في تعزيز الطُّموح مع تمكين الفرامل عند أتباعه حتَّى لا يحرقوا مرحلةً فيكون ذلك سبباً في حرق مشروعهم، ولا يصعدوا درجةّ قبل تثبيت أختها فيسقطوا من علٍ.

والمتأمِّل في سيرة المعصوم يعلم كم وكم ضبط حركة الصَّحابة وجعل من حماسهم رافعةَ بناءٍ لا معولَ هدمٍ.

وقد رأى تعذيب أتباعه بعينه وهو أشدُّ على نفسه من العلقم، واعتمر يوماً والأصنام حول البيت، وصالح سيوفاً ما تزال تقطر من دماء أصحابه الطَّاهرة.

لقد خسرنا شباباً وطاقاتٍ ونخباً في معارك لم يُعدَّ لها سوى الحماس والاندفاع والشِّعارات وأعدَّ لها أعداؤنا القوَّة ورباط الخيل فربحوا جولاتٍ ولا بدَّ من الصَّحوة حتَّى لا نخسر المعركة.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين