احذر أن تخالف بلسانك ما يعتقد جنانك!

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ﴾. سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الْآيَة/ 165

- احذر أن تخالف بلسانك ما يعتقد جنانك، واحذر أن تعتقد بجنانك ما يخالف دينك!

تأمل قول المنافقين: ﴿لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ﴾، وهم يعلمون في قرارة نفوسهم أن رحى الحرب ستدور بعد سويعات، وأن سهام المنايا قد شدت إلى أقواسها، وأن الموت سيحصد أرواحًا حان قطافها، ومع ذلك قال هؤلاء المنافقون بألسنتهم مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ، قالوا: ﴿لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ﴾، واعتقدوا بقلوبهم ما يسخط ربهم؛ وظنوا أنها النهاية للإسلام، وأن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه رضوان الله عليهم، لن يرجعوا إلى المدينة أبدًا، لأنهم سيكونون بين قتيل وأسير، ومنوا أنفسهم بذلك، وانشرحت له صدورهم؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا﴾. سُورَةُ الْفَتْحِ: الآية/ 12

- وهذا دأبهم وديدنهم، وشأنهم في كل موطن، التلون والمخادعة، والكذب في أقبح صوره؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾. سُورَةُ الْمُنَافِقُونَ: الآية/ 1

والنتيجة الحتمية للكذب: ﴿هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ﴾، نتيجة بنيت على مقدمة.

أرأيت العلة التي من أجلها قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى الْخِلَالِ كُلِّهَا إِلَّا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ». رواه أحمد، وابن أبي عاصم في السنة، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بسند ضعيف

اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين