حرب المصطلحات

في الشأن السوري مصطلحات بعضها كاذب من الأساس وبعضها الآخر يوضع في غير موضعه عن عمد أحيانا بجهود الإعلام المأجور الفاجر الذي يشن حربا على كل شيء له صلة بالإسلام وعن جهل أحيانا أخرى وفي الحالين تضيع الحقيقة ويكون ضياعها على حساب الشعب السوري والأمة العربية والإسلامية . إنها حرب بسلاح الكلمة غير أنها لا تقل خطورة وفتكا عن حرب الجيوش .

وإليكم بعض المصطلحات التي توضع في غير موضعها أو تلوى أعناقها ويساء استخدامها ..

1- بشار يقتل شعبه :

 

ألا فليعلم العالم كله أننا لسنا شعبه ولم نكن شعبه يوما من الأيام ولن نكون بل ليس بشار حاكما لسوريا وإنما هو المندوب السامي لطوائف الباطنية التي تحتل سورية وتدنسها .

ومن المعروف لأهل الأرض أن والد بشار سرق حكم سوريا وكان الثمن الذي دفعه تسليم الجولان لإسرائيل والتآمر على الأمة ولما مات الخائن الأول ورث الابن الذي تربى على عين ابيه سورية العظيمة وكأنها متاع يورث وكأن شعبها ليس سوى قطيع من الأغنام ومما يؤكد أنه ليس منا ولسنا منه أفعاله في سورية فمن المستحيل أن يقدم إنسان ينتمي إلى سورية وشعبها وعقيدتها على مثل إجرام الخائن الثاني سليل الخيانة من قتل و تدمير واعتقال واغتصاب .

 

2- الشعب السوري هو الذي يقرر مصير الأسد :

 

نعم هذا هو الحق ، أن يقرر الشعب مصير الأسد لكن الواقع أن بشار الأسد مفروض على الشعب . وإن فكرة تقرير المصير ترددها العصابة الأسدية وإيران ولافروف وزير خارجية سورية الثاني والواقع أن بشار لم يحكم بإرادة الشعب بل تسلط على رقاب الشعب بالوراثة ثم استمر في الحكم بمسرحيات الإستفتاءات المزورة التي أصبحت مجالا للسخرية والضحك ويعرف الشعب السوري وغيره مهزلة النتائج المعدة سلفا والقائمة على التسعات المتكررة .

 

3- الأسد  لايرى مانعا من ترشيح نفسه :

إنما يحدث في سورية منذ قرابة ثلاث سنوات هو أعظم انتخاب أو استفتاء عرفته البشرية وليس له مثيل في الماضي ولا في الحاضر .فما من مدينة من شمال سورية إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها إلا قصفها الطيران الطائفي الذي يقوده الإيرانيون والنصيريون والروس أو ضربتها الصواريخ التي يدمر الواحد منها عمارات كاملة على ساكنيها دفعة واحدة باستثناء مدينة واحدة هي طرطوس وهذا تعداد فقط للمدن التي صب عليها الطائفيون نيرانهم : البوكمال ، الميادين ، دير الزور ، الرقة ، الحسكة ، القامشلي ، حلب ،اللاذقية ، ادلب ، جسر الشغور ،معرة النعمان ، صوران ، خان شيخون،  حماة ،كفر زيتا ، قلعة المضيق ، الرستن تلبيسة ، حمص ،القصير، الحولة ، دمشق وضواحيها ولا داعي لتعدادها ، بلودان،الزبداني ، درعا ،نوى ،جاسم ،السويداء... فماذا بقي بعد هذا وهل ثمة حاجة لانتخاب أو استفتاء بعد أن دمّر هذا الباطني المدن وقتل من كل واحدة منها ألوفا واعتقل أضعافهم وإنه لمن الجنون أو الوقاحة أن يقول بشار إنه لا يرى مانعا من ترشحه وقد ظهرت النتائج وأعلن الشعب السوري أن لا مكان للاسد وعصابته في سورية المستقبل .

 

4- المعارضة السورية :

من العجائب والعجائب جمة أن المندوب السامي بشار لم يعترف حتى الآن بوجود معارضة أصلا ولكنه يزعم أنه يحارب الإرهاب ويستنجد بسادته لمحاربته فهل في الدنيا أكذب وأحقر من هذا إن معنى مزاعم بشار أن الشعب السوري الثائر كله إرهابيون مع العلم ان الباطنيين يحكمون سورية منذ أكثر من خمسين سنة وقد نشأت هذه الأجيال التي تحاربها العصابة الأسدية  في عهدهم وتربت على أعينهم فما الحاجة إلى مؤتمر للحوار إذا لم يكن في سورية معارضة وإنما فيها عصابات إرهابية .

نعم ليست القضية قضية معارضة بل هي ثورة شعب بكل فئاته . فالمعارضة تكون في الدول الديمقراطية بين حزب حاكم وصل إلى السلطة بانتخابات نزيهة وحزب آخر ينافسه ويعارض برامجه وخططه .ولا وجود لهذا في سورية فليس هناك إلا الحزب القائد والحاكم إلى الأبد والطائفة المتسلطة . وقد ثار الشعب كله على هذا الظلم الذي لا يطاق بعد أن طفح الكيل وبلغ السيل الزبى . إنها ثورة شعب من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وليست قضية معارضة فقط .

5- الحرب الأهلية :

قد يكون في سورية حرب أهلية من طرف واحد فهناك طائفة مسلحة كما أنها تسيطر على الجيش وهذه الطائفة تسخر الجيش وأفراد الطائفة لقتل الشعب بالسلاح الذي دفع الشعب ثمنه من دمه .

لكن الأصح أن يقال إن في سورية احتلالا . فهل الحرس الثوري الإيراني الذي يدير قادته الحرب ويقاتل أفراده على الأرض ، وهل ما يسمى حزب الله ولواء أبي الفضل العباس والحوثيون ... هل هؤلاء من الشعب السوري أم هم قوات غازية محتلة وهذا هو الأبرز فيما يحذث في سورية .

إذن فإن الشعب السوري يحارب المندوب  السامي والقوات الغازية وإن تصوير الوضع على أنه حرب طائفية ليس من الدقة في شيء.

6- التدخل الخارجي :

يرفع النظام عقيرته مطالبا بمنع التدخل الخارجي ويعاونه في هذا النباح إيران وروسيا وحشد من الطائفيين وقد تبين من الفقرة السابقة أن التدخل الخارجي حاصل. وأن الذي استدعى هذا التدخل هو الخائن بشار الذي عجز عن وأد ثورة الشعب السوري فما كان منه إلا أن استعان بالجيوش الطائفية التي كانت تعد لمثل هذه الأيام .

 

7- حماية ظهر المقاومة :

هذا ما ادعاه حسن نصر الله عندما دفع جنوده إلى سورية تحت سمع الحكومة اللبنانية وبصرها فهل هذا الكلام غباء أم فجور سياسي أم استغباء للناس وهل بقي من يصدق هذا الهراء

إن هذا الكلام اتهام للشعب السوري الثائر بالخيانة وكأن الشريف الوحيد هو بشار وأعوانه فإذا ذهب ضاعت المقاومة ويا له من افتراء على الشعب السوري الذي يسترخص الأرواح من أجل فلسطين وقضايا الأمة .

وإذا كانت مخابرات حسن نصر الله لم تدرك حتى الآن أن خدعة المقاومة سقطت وأن حقيقة حزبه باتت واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار فيا ضياع ما ينفق عليها من ملايين .

إن جيش الأسد الطائفي الذي تمده إيران الصفوية وتقاتل معه هي وأذرعها الأخطبوطية قد ثبت في محاربة الشعب حوالي ثلاث سنين فيا له من جيش بطل .فلماذا لم يستخدم الأسد هذا الجيش المغوار بصموده النادر في محاربة العدو المحتل .

لقد ثقب بشار وأبوه آذاننا بكلمات الصمود والتصدي والممانعة والمقاومة والاحتفاظ بحق الرد كلما أتته صفعة من اسرائيل لكنه لم يحتفظ بحق الرد عندما ثار السوريون بل بادر إلى تدمير سورية وشعبها وهو يسعى إلى تهجير من بقي ليأتي بالصفويين مكانهم ولكن هيهات هيهات

إن الشعب السوري ماض في طريقه ساعيا إلى هدف واضح لن يحيد عنه ونسأل الله تعالى أن يعين السوريين على تحرير سورية من الاحتلال الرافضي النصيري وتخليص العالم من فتن هاتين الطائفتين .

والحمد لله رب العالمين .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين