أراني الله

غالب ما يراه الإنسان في نومه ينساه، لكن هذه الرؤيا التي شرفني الله بها لاتزال ماثلة لدي بوضوح تام بتفاصيلها الدقيقة، وقد وجدت فيها بشارة كريمة بخاتمة كريمة.

أراني الله ما أرجو عيانا = لدى موتي فكان لي الأمانا

ومن أوفى من الرحمن وعداً = وربُّك إن يقل للشيء كانا

رأيت الموت يقبضني شهيداً = وفيَّ السعد آلاءً حسانا

ومت فعشت نوراً دون أينٍ = أرى حولي زماني والـمكانا

يعي بصري وعقلي ما أراه = وأستمع البلابل والأذانا

وفيَّ منايَ يغمرني جناها = وفي يديَ المطامحُ صولـجانا

وأقسم لم أبالغ في مقالي = لأن الصدق قد سكن الـجَنانا

***

طلابي منك يا رباه سهل = عليك فمرْ به ألقَ الـجِنانا

تناديني هلمَّ فأنت ضيف = سيبهره من النعمى قِرانا

وخير ضيوفنا فادٍ شهيدٌ = رأى شرف الشهادة مهرجانا

فطار إليه محتسباً دماه = كسته وهو يبسمُ أُرْجوانا 

ففاز وقال للرحمن شكري = مديد فهو في بِرٍّ حبانا

منانا فهي آلاء مداها = تجاوز كل ما يرجو مدانا

فكنه تلق من نعمايَ فوزاً = هي الأفضال دائمة هِجانا(1)

(1) الهِجَانُ من الأَشياء: أَجودُها وأَكرمُها أَصلاً.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين