بلسان إبليس.. كيف تصبح مشهورا

خالفِ الناسَ جميعا

هكذا حتى إذا كان الذي تفعلُهُ جُرْمًا فظيعا

وإذا كانوا على حقِّ وما تأتيهِ باطِلْ

أو إذا راموا وفاءً فلتُماطِلْ

لا توافقْهُمْ وحاولْ ثم حاولْ

اترُكِ الدربَ الوسيعا

واقصدِ الضيّقَ من كل الدروبْ

إنْ وجدتَ الناسَ يمشونَ ركوبًا فتَرَجَّلْ

وإذا صاروا مُشاةً فتَمَيَّزْ بالركوبْ

خالفِ الكلَّ وخالفْ

ذاك في كل المواقفْ

غيرُ كلِّ الناسِ أنتَ

وقفُوا .. أنتَ جلَستَ

هم جلوسٌ أنتَ واقفْ

بل إذا الناسُ تساموا كُنْ وضِيعا

خالفِ الناسَ جميعا!

وإذا جافَوكَ جِدَّا

أو تناسوكَ وَلَمْ تَلْقَ من الإغرابِ بُدّا

أو تحاشتْكَ الإذاعاتُ وصفْحاتُ المواقعْ

ولِما تأتي بِهِ لم يبْقَ سامِعْ

فعَلى بِئْرِ النَّقَا فلْتَتَبَوَّلْ

لسْتَ في ذَا الفعلِ أوَّلْ

فعلَ الفعلةَ قبلُ

واحدٌ مثلُكَ طَبْلُ

كيفَ هذا؟ قَالَ: كي أُعْرَفَ بينَ الناسِ

هيا فتَأَوَّلْ

سوفَ يأتيكَ لرَصْدِ البَولِ

عشرونَ مُذيعا

إنْ بدا الأمرُ شنيعا

دُمْ وداوِمْ

فلتقاوِمْ

واحصُرِ النُّقادَ والمستنكرينْ

كلَّ راقٍ ورصِينْ

فعليهمْ تهمةٌ جاهزةٌ براقةٌ

إذْ صادروا حريَّةَ الإبداعِ عند الآخرينْ!

فإذا ما اشتُهِرَتْ هذي الفعالْ

لو على ضربِ النعالْ

فتَعالْ

بعدَ صبْرٍ ونضالْ

سيُقالْ:

أنتَ أحسنتَ صنيعَا

خالفِ الناسَ جميعا

إيْ نعَمْ

والذي أنشَأ كُلًّا مِنْ عَدَمْ

إيْ نَعَمْ

ثُمَّ فافْرِضْ أنَّ كلَّ القُبْحِ والإسفافِ والإخلالِ في الآدابِ لمْ يَلقَ صَدى

ذَهَبَ (البولُ) سُدَى

احذرِ اليأسَ أيا هذا وواصِلْ

زِدْ وحاوِلْ

سِرْ وناضِلْ

غيرَ أنَّ الخطوةَ الآنَ طويلَهْ

تبتغي منكَ رجولَهْ

بعدَ أنْ نِلْتَ بذاك (البولِ) من كلِّ فضيلَهْ

بعدَ أنْ باشَرْتَ أوحالَ الرذيلَهْ

اصعَدِ الآنَ قليلا

وأْتِ ما لا يجرُؤُ الناسُ على إتيانِهِ إلا قلِيلا

فهُنا تضمنُ من دونِ معاناةٍ وُصُولَا

ابتَدِرْ ما هو في الناسِ مُقَدَّسْ!

وتَحَسَّسْ

وارتقِبْ ردّاتِ فعلِ المؤمنينْ

الحريصينَ وغيرَ المدركينْ

أنتَ أعمَقْ

أنتَ أسبَقْ

انتقِدْ حتى الرسولا!

لَنْ ترى في النخبةِ الأعمقِ نقَّادًا خذولا

واجعلِ الذاتَ الإلهيَّةَ شيئًا يتكرَّرْ

في قوافي الشعرِ فالشعرُ مبَرَّرْ

حيثُ لو قلتَ -بملئ الفمِ-:

إنَّ اللهَ هذا ليسَ أكبَرْ

سوفَ تلقى هجمةً مرتَدَّةً لكنْ من الباقِينَ وسْطَ البسطاءْ

مَنْ على أذهانِهمْ ألفُ غِطاءْ

لكنِ الثلةُ والنخبةُ أدرى والعميقونَ بصَفِّكْ

سيّما إنْ كانَ موضوعُكَ برَّاقًا وجاذِبْ

أنتَ قطعًا لستَ كاذبْ

عنْ شعار الوطنيَّهْ

مثلا، أو عن حقوقِ الناسِ والناس سويَّهْ

بعدها قلُ ما تشاءُ

لك في هذا غطاءُ

ثقةٌ عمْياءُ؛ فالشاعرُ لم يقصدْ هنا الشركَ

وإنْ حادَ وأشرَكْ

شاعرٌ فَذٌّ مُحَنَّكْ

والذي وافقَ مُنْضَمٌّ لِصِنْفِكْ

خالفِ الناسَ جميعا

غيرَ أني رغمَ هذا واضحُ

وصدوقٌ ناصحُ

أرأيتَ المجدَ كم كانَ سريعا

سوفَ تعلو ثم تعلو بعدها تلقى سقوطًا

وسَطَ الناسِ مَرِيعا

ويخِرُّ الهازِئُ المستهتِرُ الهاذِي صريعا

خالفِ الناسَ جميعا

خالفِ الناسَ جميعا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين