لو قيل لك : ستموت بعد شهر ..

لو قيل لك ستموت بعد شهر = كل خططك ستتغير ، وجميع أولوياتك ستنقلب ..

لن تحمل هم زيادة دخلك ولا غلاء الأسعار ولا من تولى الحكم أو من غادره .. لن تكون علاقاتك كما هي الآن .. ستبادر إلى المصالحة والمسامحة، وستكتشف في كثير من الأحيان أنك كنت المعتدى الأناني رغم ادّعاء المظلومية ..

شهواتك التي تشغلك من طعام وشراب ونكاح لن تمثل لك سوى عائق كما هي الآن لأن وقتك ثمين ..

ستبدأ غالبا بالتفكير فى الأسئلة الوجودية المؤجلة والحسم الذي انتظرك طويلا .. ستعرف أنك ضعيف وجدت هنا لغاية، وأن النهاية حتمية .. فماذا بعد النهاية ؟

ستتعلم غالبا علوم الآخرة وما يحدث للإنسان فى القبر ثم الحشر والنشر، وستقرأ عن الجنة والنار ..

ستنير بصيرتك بحقيقة نفسك وكم كنت في غفلة من هذا ..

قد نموت بعد دقيقة أو بعد مائة سنة .. لا ندري أيهما يكون .. فالأمر واسع ضيق ، قريب بعيد ..

أرادت حكمة الله أن تجمع قلوبنا بين مراعاة هذه المتناقضات ؛ طول أمل عجيب، وتخطيط لعشرات السنين ، مع موت قد يأتي فى أي لحظة .. وذلك لنعمر الأرض ونعمل للآخرة فى اللحظة عينها ، لا بعد ذلك .. لتكون أعمال الدنيا هي بعينها أعمال الآخرة .. وليكون كل شيء هو كل شيء .. فلا نرى إلا الله .. ولا نعامل إلا الله .. مهما طال بنا الوقت أو تأخر الموت .. هو الأول والآخر والظاهر والباطن!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين