خطأ شائع

يحدث الخطأ كثيرًا عند الناس في الحساب للأحكام والتكاليف الشرعية، فيعتمدون التاريخ الميلادي وليس الهجري.

والصواب أن الأحكام الشرعية مناطة بالتاريخ الهجري لا الميلادي ولا أي تقويم آخر في أحكام الحج والصيام والزكاة وغيرها، لأن الله جعل الأهلة والشهور القمرية مواقيت للأحكام الشرعية كافة لقوله تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ". التوبة:36".

وقال تعالى: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ". "البقرة: 189".

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "السنة اثنا عشر شهرًا منها أربعة حرم؛ ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان". رواه البخاري.

وهي ذاتها الشهور التي كانت تعرفها العرب وليست كشهور الفرس والروم مثلا.

فمثلا وأنت تزكي في 1 من شهر رجب، فعليك أن تزكي في 1 رجب من السنة الهجرية القادمة، وهو تمام الحول، ولا تحسب الحول على الميلادي لأن الميلادي أطول من الهجري ب 11 يوما تقريبا.

وللتوضيح فإن عدد أيام العام الميلادي هي 365.25 يوما تقريباً، وبالتحديد عدد أيام السنة الميلادية هي 365.2425 يوماً .

وعدد أيام العام الهجري هي 354 يوما تقريباً، وبالتحديد ، عدد أيام السنة الهجرية هي 354.367056 يوماً .

فالفرق بين التاريخين حوالي 11 يوما تقريبًا . وبالتحديد 10.875444 يوما، والسبب يرجع إلى أن الشهر في التقويم الهجري إما أن يكون 29 أو 30 يوماً ( لأن دورة القمر الظاهرية تساوي 29.530588 يوم).

ويستثنى من ذلك القضايا العرفية في المعاملات مثلا التاريخ الرسمي المعتمد في الدولة أو عرف الناس في العقود وما أشبهها في التوقيتات، فهذه يعتمد فيها على العرف والعادة.

وقد اعتدنا اليوم أن نذكر أعمارنا بالميلادي لا الهجري بينما أعمار الذين نقرأ عنهم في الكتب والتراجم تحسب بالهجري، فرسول الله صلى

الله عليه وسلم مثلا عمره بالهجري 63 سنة لكنه بالميلادي61 سنة تقريبا، لأن الفرق في كل 33 سنة بالهجري سنة واحدة ناقصة بالميلادي، أي تعادل 32 سنة بالميلادي.

فاعمارنا جميعا الان بالهجري تكون أكبر، واعتقد أن الكثير منا يفضل الميلادي في ذكر عمره لأنه سيجعلنا نبدو أصغر مما نحن عليه بالهجري !!!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين