الحديث باسم الشعوب خدعة لابدّ منها يمارسها الجميع على الجميع!

يمارسها الحكّام : وهي من حقّهم ، ومن واجبهم ! فالحاكم الطائفي ، أو الحزبي ، أو القبَلي، الذي لا يتحدّث باسم شعبه ، كلّه ، ويكتفي بالحديث ، باسم : طائفته ، أو حزبه ، أو قبيلته..لا يُعَدّ حاكمَ دولة، في نظر شعبه ، من الناحية: السياسية ، أو الاجتماعية ، أو الخُلقية ! وستتحرّك ، ضدّه ، مجموعات من شعبه ، مطالبة ، بحقوق المواطنة والمساواة ، مع نظرائها، من الفئة التي يتحدّث باسمها !

فمن واجب الحاكم ، أيّ حاكم ، أن يتحدّث باسم شعبه ، كلّه ، وهذا حقّ له، إذا مارسه ، فلا يعترض عليه أحد !

يمارسها قادة الأحزاب : وهي من حقّهم ، ومن واجبهم ؛ لأن الأحزاب الوطنية ، عامّة ، تتكوّن من عناصر متنوّعة ، من فئات الشعب المختلفة ، ماعدا الاحزاب المشكّلة ، في الأصل ، على أساس : طائفي ، أو عرقي ، أو قبَلي ..!

يمارسها زعماء القبائل ، الأذكياء المتمرّسون : وهي من حقّهم ، ويُخفون ، تحتها ، مصالح قبائلهم ، التي تهمّهم ، بالدرجة الأولى ! وتأتي ، بعدَها ، بدرجات متفاوتة ، مصالح الآخرين ، من : قبائل ، وطوائف ، وأعراق !

يمارسها زعماء الطوائف : ويُخفون ، تحتها ، مصالح طوائفهم ، التي تهمّهم ، بالدرجة الأولى! وتأتي ، بَعدها ، مصالح الفئات المختلفة ، من غير طوائفهم ! وكثيراً مايوظّف زعماءُ بعض الطوائف ، هذه الخدعة ، للهيمنة على الطوائف المتنوّعة ؛ للتغرير بها ، في مؤازرتهم ! وبعد أن يستتبّ لهم حكم بلادهم ، يسحقونها ، جميعاً ، بادئين بالفئات ، التي يرونها أشدّ خطراً عليهم ، من غيرها ! وقد حصل هذا ، في سورية ، بأجلى مظاهره ، في بدايات استلام حزب البعث، السلطة في البلاد ، في الستينات ، من القرن العشرين !

يمارسها الساسة الأفراد : وهي شعارهم الأفضل ، لتحقيق مكاسب سياسية ! فالسياسي : الحزبي، أو القبَلي ، أو الطائفي .. له ركيزة يستند إليها ، في نشاطه السياسي ! أمّا الفرد العادي ، فلا ركيزة له ، إلاّ سمعته الشخصية ، وصفاته ، التي تجذب الناس إليه ، وتحبّبهم به ، وتدفعهم إلى تأييده ، والالتفاف حوله ، في أنشطته السياسية ، عامّة ! وقد كان في بعض الدول العربية ، ولا سيّما سورية - على سبيل المثال - زعماء سياسيون ، من هذا الطراز، وكان لهم حضور دائم، في سائر الوزارات، التي شُكّلت ، في بعض مراحل العمل السياسي ، في الخمسينات والستّينات ، من القرن العشرين !

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين