فكّر بأثر متميّز خالد ..!

استرعى انتباهي رجال ونساء يدخلون في دين الله تعالى فلا يلبث أحدهم بعد فترة وجيزة أن يصبح داعية مؤثّراً ، يهتدي على يده آلاف الناس ، أو يترك من بعده آثاراً علميّة ، ذات نوعيّة متميّزة ، تنافس ما تركه الأوّلون ..

والنماذج من هؤلاء كثيرة معروفة ، وهي لا تقتصر على مجتمع دون آخر ..

وتساءلت في نفسي : ما الذي جعل هؤلاء بهذه المُدّة الوجيزة ، ينجحون هذا النجاح ، ويقدّمون ما قدّموا من العطاء لدين الله .؟ بينما أعداد كبيرة من الأمّة ، ومن طلبة العلم خاصّة يدخلون الحياة ، ويخرجون منها كما دخلوا ؛ اللهم إلاّ من أحمال من الأوزار ، يسألون عنها ، ولا يدرون بم يجيبون ..؟!

وبعد التأمّل وجدت الجواب يتجلّى في ثلاثة أسباب :

السبب الأوّل : صدق الحبّ والإقبال على هذا الدين ، والحرص على خدمته والدفاع عنه .. وكما قيل : « أشدّ الظلمة ما كان بعد النور » ، فكذلك : « أعظم النور ما كان بعد الظلمة » .

وسبحان من يهدي لنوره من يشاء .. وهل يمكن أن يكون النور بغير أثر .؟!

والسبب الثاني : أنَّ هؤلاء المُقبلين على دين الله تعالى لم يقفوا عند مظاهر هذا الدين وصورته ، بل نفذوا إلى حقيقته وجوهره .. وما أكثر ما حجب الناس بالمظاهر عن الحقائق ، ووقفوا عند العَرَض ، وذهلوا عن الجوهر ..

والسبب الثالث : أنَّهم عندما دخلوا في دين الله تعالى تحرّروا من أسر العادات والتقاليد ، التي تكبّلهم عن تحرير أنفسهم بدين الله من رجس الجاهليّة وأغلالها ، فتجرّدت عقولهم وأرواحهم لهذا الدين ؛ حبّاً ورغبة ، وصدقاً وإخلاصاً ، وحرصاً على الدعوة والإصلاح ، فلا جرم أنّ الله تعالى وفّقهم إلى خير الأعمال ، واستعملهم لخدمة دينه ، والتقرّب إليه سبحانه .. والسعيد كلّ السعادة من سلك الله به سبيل العاملين المُحسنين ، فكان من الدعاة المُصلحين .

وما أحرى الدعاة أن يقتَبسوا من هؤلاء المهتدين ما يعدّل مناهجهم الدعويّة ، ويطوّروا أساليبهم التربويّة ، لتحقّق الأهداف الكبرى لدين الله ، ولا يكونوا أسرى النظر الضيّق ، الذي نشأوا عليه في بيئات قاصرة مغلقة ..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين