العقل والقلب فسادُ أحدهما مدمّر لصاحبه أو لغيره!

العقل، قد يُطلق عليه : اللبّ ، أو النُهى ، أو الحجى..! والمقصود به قوى الإدراك ، عند الإنسان !

والقلب ، المقصود به : القلب المعنوي ، الذي يسمّيه بعضهم الضمير! وليس المقصود بالقلب، العضلة المعروفة ، التي تضخّ الدم في الجسم !

ونسمّيهما ، في هذه السطور: العقل والضمير! ونعني بالفساد ، في أيّ منهما ، الفساد المعنوي، أيْ : ضعف العقل ، أو عجزه ، عن حساب الأمور الصعبة ، أو المعقّدة..وعجزه ، عن إدراك نتائجها ومآلاتها!

أمّا ضعف الضمير، أوفساده ، فنعني به : الخلل النفسي ، أو الخُلقي ، عند الشخص ، الذي يُبيح له ، أو يزيّن له : الشرّ، والأذى ، وحبّ الهيمنة على الناس؛ بالغشّ والمكر والخداع .. وأكل حقوقهم المادّية والمعنوية ..!

فإذا حدث الخلل ، أو الضعف ، في إحدى هاتين القوّتين : قوّة العقل ، وقوّة الضمير.. حدث الضرر، أو الأذى ، للشخص ، نفسه ، أو للآخرين !

فالخلل في العقل ، مع سلامة الضمير، يجعل المرء يتعامل ، بإخلاص وصفاء نيّة ، مع الأحداث والأشخاص ، فيقع في المصائب ، التي تأتيه من أحداث ، يعجز عن فهمها ، وحساب نتائجها ومآلاتها ! أو يقع ضحيّة لمكر الآخرين ، أصحاب العقول النشطة ، والإدراكات القويّة، الذين ضعفت ضمائرهم ، أو فسدت !

والخلل في الضمير، مع قوّة العقل ، يجعل المرء ذئباً شرساً ، على مَن حوله ؛ فيمارس عليهم، أنواع المكر والغشّ والخداع ، فيأكل حقوقهم المادّية والمعنوية ، ويجرّهم إلى حيث يريد ، وهم مخدوعون به ، مطمئنّون إليه !

وقد يتذاكى صاحب العقل النشط ، والضمير الفاسد ، هذا ، أو يتداهى ، بطرائق فجّة ، فيهلك نفسه ، من حيث لايدري ، وهو يظنّ أنه ، يحقّق لنفسه ، مكاسب ، أو منافع ، لم تَدر، في خَلد أحد ، من الأولين ، أو الآخرين !

لذا ؛ وضعَ أحد كبار قادة الأمّة الإسلامية ، في العصر الحديث ، شروطاً ، لمن يريد نصرة الأمّة ، ووضَع في مقدّمتها : الفهمَ والإخلاص !

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين