عام طوي وعام فتح 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}[الحشر:18] . 

عام هجريّ يطوى ، ويصبح أحداثاً في سجلّ التاريخ .. وعام تفتح صفحاته ، ولا نعلم ما يكون فيه .. ولكنّنا نعلم أنّه مِن رأس مالنا في هذه الحياة ، فإن أحسنّا فيه كان رصيداً لنا عند ربّنا ، نفرح به يوم لقائه .. وإن ضاع منّا باللهو واللعب ، والغفلة وسوء العمل كان حجّة علينا في الآخرة ، وحسرة لا ينفع معها الندم .. 

ولا بدّ لنا من وقفة حساب جادّة ، في ختام العام ، لا لندم تقليديّ باهت ، لا يقدّم ، ولا يغيّر ، وإنّما لشحذ الإرادة على صدق التغيير ..

ولا بدّ أن نحاسب أنفسنا على هذه الأسئلة المُهمّة

مَاذا قدّمتَ لإصلاح نفسك ، وتهذيب أخلاقك .؟! 

ومَاذا قدّمتَ لتطوير نفسك ، وتغيير ما يعيقك من عاداتك .؟ 

ومَاذا قدّمتَ لدينك .؟ وقد تكالب عليه الأعداء من كلّ حدب وصوب .. 

ومَاذا قدّمتَ لأسرتك وتربية أولادك .؟ 

ومَاذا قدّمتَ لإصلاح علاقاتك بمن حولك ؛ من والديك ، وزوجك وأولادك ، وأرحامك وجيرانك .؟ 

مَاذا قدّمتَ .؟! ومَاذا أخّرت وسوّفت ، وضيّعت وفرطت .؟ 

ولا تظنّنّ أخي المسلم أنّ هذه الأسئلة هي من فضول القول ونافلته ، بل هي أسئلة كبرى ستسأل عنها يوم القيامة .. فأعدّ للمسألة جوابها ، واستدرك تقصيرَك قبل فوات الأمر ، ولا تكن ممّن يشتغل بعيوب الناس عن عيوبه .. 

وكلّ عام ونحن أقرب إلى الله تعالى وأحبّ .. 

اللهم إنّا نسألك في مستهلّ هذا العام الهجريّ عوداً حميداً إلى دينك وسنّة نبيّك ، صلّى الله عليه وسلّم ، وفرجاً قريباً على أمّة الإسلام في كلّ مكان .. إنّك سميع الدعاء ..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين