رسائل الهجرة الاضطراريّة

عناصر المادة

1- مصطلح الهجرة لا النّزوح 2- أحوال الصّحابة في هجرتهم 3- ابتلاء الله بالهجرة 4- أثر الصّحابة في هجرتهم 5- رسالةٌ إلى المستقبِلين

مقدمة:

إنّ من أثقل البلاء على النّفس: اضطرار المرء لمغادرة البلاد الّتي فيها نشأ ودرج، فهي مسقط الرّوح، ومدرج الصّبا، ومرتع القلب.

خروج الاضطرار من الدّيار أخو القتل من الرّضاع، من أجل ذلك عطفه الله تعالى على القتل: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ} [النّساء: ٦٦].

من أجل ذلك وقف الحبيب صلى الله عليه وسلم مودّعاً أحبّ البلاد إليه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: وَقَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْحَزْوَرَةِ، فَقَالَ: (عَلِمْتُ أَنَّكِ خَيْرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ الْأَرْضِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ). [ 1 ]

لكنِ العزّاء كلّ العزّاء، والسّلوى كلّ السّلوى؛ أنّ أحبّ الخلق إلى الله هاجر وابتعد عن بيته وأرضه وبلاده، وقد وعده الله تعالى بالرّجوع إليها فاتحاً: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ} [القصص: 85].

وإذا تصبك مصيبةٌ تجزع لها فاذكر مصابك بالنّبيّ محمّدِ

وليس بالأمر الهيّن ما يمرّ علينا في هذه الآونة من تهجيرٍ وتشريدٍ وتقتيلٍ وفرارٍ بالدّين والأرواح، غير أنّنا متفائلون برحمة الله تعالى، ولنا رسائل في هذه الهجرة كما كانت هجرة الحبيب حدثاً غيّر مجرى التّاريخ.

1- مصطلح الهجرة لا النّزوح

قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزّمر: ١٠].

عباد الله: تعالوا لنحيي في أنفسنا فضيلة الهجرة ومعنى الهجرة وأجر الهجرة في سبيل الله تعالى فراراً بديننا وأعراضنا وأهلنا، ونبتعد عن المصطلحات السّلبيّة الّتي تشي بآلامٍ في صدورنا وجراحٍ بقلوبنا، وقد كان نبيّنا صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن، فكم هو الفرق بين الهجرة الّتي سطّرها ربنا في قرآنه الكريم، وبين النّزوح الّذي يزيد مع الألم ألماً ومع البعد بعداً ومع الجرح جرحاً، {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: ٩].

2- أحوال الصّحابة في هجرتهم

إن كان يؤلمنا الخروج من البيوت فقد آلم الصّحابة من قبلنا، فلمّا بدأت الهجرة وبدأ المسلمون بالوصول إلى المدينة وكانت هجرة النّبيّ صلى الله عليه وسلم مع صاحبه أبي بكر في شهر ربيع الأوّل، وكانت هجرة المسلمين من مكّة في ظروفٍ قاسيةٍ صعبةٍ، بلغت فيها العداوة ذروتها بينهم وبين قريش، ولذا كان الواصلون إلى المدينة رجلين:

رجلٌ نجا بنفسه ولم يستطع حمل شيءٍ من أمواله معه.

ورجلٌ استطاع أن يُخرج معه ماله كلّه أو بعضه.

فلمّا وصلوا المدينة استطاع من حمل معه شيئاً من المال أن يؤمّن شؤون نفسه بنفسه، كأبي بكرٍ وعمر وعثمان، وكذا بعض الّذين لم يحملوا معهم المال اعتمدوا على خبرتهم في التّجارة فنزلوا إلى السّوق يبيعون ويشترون، منهم عبد الرّحمن بن عوف فلم يكلّفوا غيرهم مساعدتهم، وهناك الفريق الآخر الّذي كان لا بدّ من مساعدته في تأمين السّكن أوّلاً ثمّ الحاجات الأخرى، وقد فتح الأنصار بيوتهم لإخوانهم المهاجرين، وكانت القرعة هي الّتي تعيّن نزول المهاجر على الأنصاريّ، وقام الأنصار باستضافة إخوانهم بكرمٍ كبيرٍ لا نجد له نظيراً في التّاريخ، فقاسموهم أموالهم وثمار بساتينهم وغير ذلك، هذه الضّيافة لم تكن ليومٍ أو لأسبوعٍ أو لشهرٍ، ولكنّها استمرّت لسنواتٍ، وآخى الرّسول صلى الله عليه وسلم بينهم ليُذهب وحشة المهاجرين بعد تركهم أهليهم وديارهم. [ 2 ]

لذلك استحقّوا مدح الله تعالى لهم: {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [التّوبة: ٢٠].

ولعلّ المثال الّذي يقفز إلى الذّهن من تفاني الصّحابة في الاستجابة لنداء الله تعالى، ما جاء في سير أعلام النّبلاء: أَقْبَلَ صُهَيْبٌ مُهَاجِراً، وَاتَّبَعَهُ نَفَرٌ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، وَنَثَلَ كِنَانَتَهُ، وَقَالَ: لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي مِنْ أَرْمَاكُم، وَايْمُ اللهِ لاَ تَصِلُوْنَ إِلَيَّ حَتَّى أَرْمِيَ بِكُلِّ سَهْمٍ مَعِي، ثُمَّ أَضْرِبَكُمْ بِسَيْفِي، فَإِنْ شِئْتُمْ دَلَلْتُكُمْ عَلَى مَالِي، وَخَلَّيْتُمْ سَبِيْلِي؟ قَالُوا: نَفْعَلُ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (رَبِحَ البَيْعُ أَبَا يَحْيَى)، وَنَزَلَتْ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِيْ نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ} [البقرة: 207]. [ 3 ]

3- ابتلاء الله بالهجرة

من أدب الوقت الاهتمام بالعناصر الضّعيفة في المجتمع، إنّ وجود الأيتام والفقراء والمرضى والأرامل والمعاقين وذوي الظّروف الصّعبة طبيعيٌّ في كلّ المجتمعات، وهو محور ابتلاءٍ لنا أيضاً، 

قد ابتلى الله عزّ وجلّ اليتيم باليتم، وابتلى الفقير بالفقر، وابتلى المريض بالمرض، والمعاق بالإعاقة، وابتلى الأصحّاء الأقوياء الأغنياء بهؤلاء ليرى الله جلّ وعلا كيف يتصرف النّاس بما منحهم من الصّحّة والمال والوقت والطّاقة والقوّة، وليرى كيف يزكّون هذه النعم وكيف يحمدون الله عليها.

ومن الابتلاءات الثّقيلة على النّفس البشريّة خروج الاضطرار من البلد الّذي يحبّه المرء، وقد درج فيه وعاش فيه صباه ودرس ونشأ وترعرع، ولكن ينبغي أن يعتاد الصّبر على بلاء الله تعالى، وعلى أمل الفرج بموعود الله تعالى وعلى أمل العودة بإذن الله تعالى فاتحاً، كما عاد الحبيب صلى الله عليه وسلم فاتحاً منتصراً بكلّ تواضعٍ.

4- أثر الصّحابة في هجرتهم

أيّها المهاجر أنت رسولٌ عن دينك وعن بلدك وعن تربيتك وعن قريتك، ولعلّ أبلغ مثالٍ فيما أثّر الصّحابة الكرام في هجرتهم بغيرهم هو مثال جعفر رضي الله عنه في هجرة الحبشة حين أرسل النّجاشي إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم، سَأَلَهُمْ فَقَالَ: "مَا هَذَا الدِّينُ الَّذِي فَارَقْتُمْ فِيهِ قَوْمَكُمْ وَلَمْ تَدْخُلُوا فِي دِينِي وَلَا فِي دِينِ أَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَمِ؟"، قَالَتْ: فَكَانَ الَّذِي كَلَّمَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ: "أَيُّهَا الْمَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ. حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ، فَدَعَانَا: إِلَى اللَّهِ تَعَالَى لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ، وَأَمَرَ بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ، وَنَهَانَا عَنْ: الْفَوَاحِشِ، وَقَوْلِ الزُّورِ، وَأَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَأَمَرَنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ"، قَالَ: "فَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الْإِسْلَامِ فَصَدَّقْنَاهُ وَآمَنَّا بِهِ، وَاتَّبَعْنَاهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ فَعَبَدْنَا اللَّهَ وَحْدَهُ فَلَمْ نُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَحَرَّمْنَا مَا حَرَّمَ عَلَيْنَا، وَأَحْلَلْنَا مَا أَحَلَّ لَنَا، فَعَدَا عَلَيْنَا قَوْمُنَا فَعَذَّبُونَا فَفَتَنُونَا عَنْ دِينِنَا لِيَرُدُّونَا إِلَى عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ، وَأَنْ نَسْتَحِلَّ مَا كُنَّا نَسْتَحِلُّ مِنَ الْخَبَائِثِ، فَلَمَّا قَهَرُونَا وَظَلَمُونَا، وَشَقُّوا عَلَيْنَا وَحَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ دِينِنَا، خَرَجْنَا إِلَى بَلَدِكَ، وَاخْتَرْنَاكَ عَلَى مَنْ سِوَاكَ، وَرَغِبْنَا فِي جِوَارِكَ وَرَجَوْنَا أَنْ لَا نُظْلَمَ عِنْدَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ"، قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ: "هَلْ مَعَكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ عَنِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ؟"، قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ: "نَعَمْ"، فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ: "فَاقْرَأْهُ عَلَيَّ"، فَقَرَأَ عَلَيْهِ صَدْرًا مِنْ كهيعص، قَالَتْ: فَبَكَى وَاللَّهِ النَّجَاشِيُّ حَتَّى أَخْضَلَ لِحْيَتَهُ، وَبَكَتْ أَسَاقِفَتُهُ حَتَّى أَخْضَلُوا مَصَاحِفَهُمْ حِينَ سَمِعُوا مَا تَلَا عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ النَّجَاشِيُّ: "إِنَّ هَذَا وَالَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى لَيَخْرُجُ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ انْطَلِقَا فَوَاللَّهِ لَا أُسْلِمُهُمْ إِلَيْكُمْ أَبَدًا وَلَا أَكَادُ". [ 4 ]

أجمل تعليق ترك التّعليق على هذا الموقف، الّذي جعل من النجاشيّ مسلماً يصلّي عليه الحبيب صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب.

5- رسالةٌ إلى المستقبِلين

{إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: ١٤٠].

الأيّام دول، اليوم أهجّر إليك ولربما غداً تهجّر إليّ، فلنحسن استقبال من اضطرّته هذه الأحداث ليخرج من دياره من بين براثن الطغاة الغزاة، انظر ماذا فعل المستقبِلون من الأنصار:

ذكر صاحب كتاب (أهل الصّفّة بعيداً عن الوهم والخيال) تحت عنوان: كرم الأنصار: لقد كان استقبال الأنصار للمهاجرين يمثّل ذروة الكرم والبذل والعطاء، ولقد تمثّل ذلك بمظاهر متعدّدةٍ، منها:

• تقديم السّكن للقادمين من المهاجرين.

• تقديم الطّعام والنّفقة.

• تقديم المنائح إلى الرّسول صلى الله عليه وسلم يضعها حيث شاء.

• الهدايا المتنوّعة.

وممّا يبيّن لنا مقدار هذا الكرم وحسن المواساة ما أخرجه الإمام أحمد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَتِ الْمُهَاجِرُونَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قَوْمٍ قَدِمْنَا عَلَيْهِمْ أَحْسَنَ بَذْلًا مِنْ كَثِيرٍ، وَلَا أَحْسَنَ مُوَاسَاةً فِي قَلِيلٍ، قَدْ كَفَوْنَا الْمَئُونَةَ، وَأَشْرَكُونَا فِي الْمَهْنَأِ، فَقَدْ خَشِينَا أَنْ يَذْهَبُوا بِالْأَجْرِ كُلِّهِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (كَلَّا مَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ بِهِ، وَدَعَوْتُمُ اللَّهَ لَهُمْ). [ 5 ]

إنّ هذا النّصّ ليبين بوضوحٍ كم كان البذل كبيراً. [ 6 ]

أيّها المسلمون:

وكما كان الأنصار أهل كرمٍ وإيثارٍ، كان المهاجرون أهل تعفّفٍ وورعٍ، فقد انتصر سعد بن عبادة يوم عفّ عبد الرحمن بن عوف: "بارك الله لك بأهلك ومالك دلوّني على السّوق"، وفقدنا سعداً يوم فقدنا عفّة عبد الرّحمن.

تلكم رسائل سريعةٌ إلى المهجَّر والمستقبِل، نختمها بهمسةٍ: "جوهر المشكلة على أنّ الرّسول صلى الله عليه وسلم بحكمته ونظرته البعيدة للأمور لم يكن ليمسح لهذا الضّغط بالاستمرار على الأنصار، فمهما يكن من أمرٍ فإنّ إمكاناتهم محدودةٌ وباب الهجرة مفتوحٌ، والمهاجرون لا يحدّهم عددٌ، ولذا بدأ صلى الله عليه وسلم يمهّد للتّخفيف عن الأنصار ما أمكنه ذلك".

 

1 - مسند الإمام أحمد: 18717

2 - أهل الصّفّة بعيداً عن الوهم والخيال، صالح أحمد الشّاميّ/16-18

3 - سير أعلام النّبلاء/ج2، ص23

4 - مسند الإمام أحمد: 22498

5 - مسند الإمام أحمد: 13122

6 - أهل الصّفّة بعيداً عن الوهم والخيال/23-24

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين