لست أدري ماذا أكتب إليكِ ؟ مُعزّيا أم مهنئا ؟ فإن كنت معزيا ففَقْدُ الولد ليس أمرا سهلا ! فلتدمعِ العين ، وليحزنِ القلب ، فإنها رحمة أودعها الله في قلوب عباده !
وقد دمعت عينا نبينا - صلى الله عليه وسلم - لِفَقْد الولد !
وإن كنتُ مهنئا فلأن الشهيد يشفع في سبعين من أهله !
و لكِ في الخنساء وأسماء و غيرهن أسوة حسنة
فلله درُّكُنّ يا نساء سورية وأمهات الشهداء وزوجاتهم ما أصبرَكنّ على بلاء ، وأقواكُنّ على مصيبة ! أعَدْتُنّ إلى الأذهان سيرة صحابيات المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فقد جاءت امرأة من بني دينار بعد غزوة أحد ، أصيب زوجها و أخوها وأبوها ، فلما أخبروها باستشهادهم ، قالت : فما فعل رسول الله ؟ قالوا : خيراً ، هو بحمد الله كما تحبين .
فطلبت أن تراه ، فلما رأته سالماً ، قالت : كل مصيبة بعدك جَلَل (صغيرة) ؟!!
أيتها الأخوات زوجات وأمهات الشهداء : الإسلام بخير ! و كل شيء بعده هيّن ، فها هي ذي شمسه أشرقت على الشام بعد اغتراب ، فأضاءت القلوب ، وجددت الهمم ، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يُبشّرُكُنّ فَبَشّرْنَ غيرَكن فقد طلب من أم سعد ذلك فقال : أبشري ، وبَشّرِي أهلهم أن قتلاهم ترافقوا في الجنة جميعا ، وقد شفعوا في أهلهم جميعا !
قالت : رضينا يا رسول الله ، ومَنْ يبكي عليهم بعد هذا ؟
فقال : اللهم أَذهِبْ حزنَهم ، واجبُرْ مصيبتَهم ، وأَحسِنْ الخَلَفَ على مَنْ خُلّفُوا ...
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول