زمان آخر 

يشكو الكثير من الآباء والأمهات والمربين والمسؤولين عن المؤسسات الشبابية من أن الجيل الجديد لا يحس بالمسؤولية تجاه نفسه أو أسرته أو أمته أو وطنه كما كان يشعر الجيل السابق.

وأسباب ذلك كثيرة، منها أن قوة العلاقات في المدن الصغيرة والحياة العشائرية ومسجد ومدرسة الحي كانت أمتن وأقوى، وكلها تقول للجيل السابق: إنك مسؤول عن نفسك وعن غيرك، وإنك لا تعيش في هذا العالم وحدك.

وأما مع المدن الكبرى، وضعف الروابط العشائرية، وكثرة التنقل بسبب العيش وطلب الأمن، وسوء وضعف دور المسجد والأسرة، ووضع الأوطان أمنيا ومعاشيا وخدميا، مع السبب الأكبر لذلك وهو الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي التي جعلت هذا الجيل يعيش في غربة عمن حوله، في عالم افتراضي يركز على المتع الشخصية لا الجماعية، ليقتل الإحساس الجمعي عنده بالتدريج.

يكمن الحل في:

1_ مزيد من الأنشطة الجماعية والترغيب فيها وخصوصا الأنشطة التطوعية.

2_ غرس قيم العمل الجماعي والتعاون والإيثار والنجدة ونصرة المظلوم، وأنها ليست خيارا بل واجب شرعي وإنساني واجتماعي.

3_ التكليف المبكر لهم بالمسؤولية وجعلهم يخوضون غمارها، وتحمل أخطائهم فيها كي يتدربوا ويتعلموا.

4_ السيطرة على نزعة الاستهلاك عندهم بتقنين المصروف وعدم الزيادة إلا للضرورات الماسة.

5_ إظهار القدوة لهم في تحمل المسؤولية ومساندة الآخرين، فلسان الحال ابلغ من لسان المقال.

6_ الرقابة الدائمة على مواقع التواصل والاطلاع على ما يشاهدونه وتقييمه لهم باستمرار.

ولكم أن تزيدوا فإنما نفتح الباب ونضرب المثل ...

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين