النسق القرآني للدكتور محمد ديب الجاجي (دراسة أسلوبية )

كانت دراسة القيم الجمالية والتعبيرية في القرآن الكريم تجري ضمن منطقة الإعجاز ، ولم تنتقل إلى ساحة الدراسات الأدبية التطبيقية .

ثم بدأت تدخل هذه الساحة على توجس من أن يكون ذلك خروجاً بالنص القرآني عن بيئته ومجاله ، وزجه في مجلات أخرى غريبة عنه .

إلى أن توجهت الجهود حديثاً إلى هذا النوع من الدراسة بهدف اكتشاف هذه القيم من منظور أدبي نقدي يقدم تفسيراً لموضوع الإعجاز نفسه ، ويشكل مقارنة للنص القرآني يدخل هذه الساحة، تختبر من خلالها النظريات وتكتشف القابليات .

وتأتي هذه الدراسة محاولة لإثبات أن سيادة البيان القرآني في الماضي وتميز نسقه المنفرد ، لم يكن أثراً تاريخياً أو عملاً فنياً استنفد أغراضه ، وإنما لازال في الساحة النص المتفردالمطرد في سمو التعبير وعمق الدلالة وقوة الإثارة كما كان ! غنياً بمعطياته مع أحدث النظريات الأدبية الحديثة ، لاتسجنه أو تقيده نظرية ، ولا تعجزه منافسة أو تصل ذروته محاولة . 

تبدو أهمية هذه الدراسة في أنها اكتشفت أن النسق القرآني يعتمد في أدائه التعبيري على سمتين بارزتين تفرد بهما دون الأنساق التعبيرية الأخرى هما : دقة الاختيار و حسن التوظيف ، و تبدو آثارهما في الصيغ التعبيرية و الجمالية التي يتشكل منها النسق العام بكل مرتسماته الصوتية و التعبيرية و التصويرية و التأثيرية .

و الكتاب رسالة جامعية منح صاحبها درجة الدكتوراة / تخصص البلاغة و الأدب العربي برتبة ممتاز .

رحم الله أخانا الدكتور محمد ديب الجاجي على جهوده المتميزة و أجزل له المثوبة.

صدر الكتاب في ٨٧٠ صفحة من القطع الكبير في طبعته الأولى ٢٠١٠م عن دار القبلة للثقافة الإسلامية في جدة / و مؤسسة علوم القرآن في بيروت.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين