الجوائح في الإسلام (24)

(ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) صدق الله العظيم.

وباء بلاد كرمان

وقع بلاء عظيم في بلاد كرمان سنة (839هـ/1435م) وقد فشا هذا الطاعون بهراة. وقيل إن عدد من مات فيها من الناس نحو ثمانمائة ألف نفس.

وتزايد الطاعون والموت في الناس إلى رجب، ثم أخذ بالتناقص.

طاعون بلاد الحبشة

حط الطاعون رحاله في سنة (839هـ/1435م) في بلاد الحبشة، ومات فيه ملكها (أندراس الحطي)، وقيل إنه مات بسبب هذا الطاعون من المسلمين والنصارى ما لا يحصى من الناس.

طاعون بلاد اليمن

تفشى الطاعون في سنة (839هـ/1435م) في بلاد اليمن سهلها وجبلها إلى صعدة وصنعاء، وفيما يقابلها من بلاد البربر والحبشة والزنج.

طاعون بلاد الشام

وقع في سنة (841هـ/1437م) الطاعون في نصف الشتاء في البلاد الشامية، فكثر في حماة وحلب وحمص، ثم تحول إلى دمشق في أواخر الشتاء ودخل الديار المصرية في أوائل شهر رمضان، فكان في ابتدائه يموت في اليوم نحو العشرين، ثم بلغ في آخره نحو الثمانين، ثم بلغ في أوائل شهر شوال المئة، ثم بلغ المئتين في العشر الأولى منه، وفي العشر الأخير من شهر رمضان، ثم امتد إلى شوال، فزادت الموتى على المئة، ثم بلغ المئتين في العشر الأولى منه كل يوم. ثم في العشر الأوسط إلى ثلاثمائة.

وفي النصف من ذي القعدة بدأ الطاعون في النقص فصار ينقص في كل يوم نحو الأربعين والخمسين والثلاثين، وبقي على ذلك إلى أن كان في العشرين منه، فكانت عدة الأموات بمصلى باب النصر مئة بعد أن كانت قد بلغت الخمسمائة، ثم تناقص العدد إلى الستين في ثاني عشر من ذي القعدة، وكانت قد بلغت بمصلى المؤمني نحو ثلاثمائة، ثم تناقص ذلك إلى الثلاثين.

طاعون القاهرة

في العشرين من ذي القعدة (842هـ/1439م) فشا الموت بالطاعون بالقاهرة بعد أن كان قد فشا في قرى مصر البحرية وكثر في الإسكندرية وتروجة والبحيرة والغربية ومنون والمحلة، وعدة قرى، ووصل عدد الأموات بالقاهرة في كل يوم إلى ثلاثين نفساً، ثم وصل في العشرين من ذي القعدة إلى خمسين ثم ستين، ثم أخذ العدد في التناقص إلى الأربعين والثلاثين والعشرين، ثم رجع إليها. وأكثره في الرقيق والأطفال، ثم تناقص إلى العشرين في أول ذي الحجة.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين