زهور وأشواك

بقلم: أسماء عبد الرحمن الباني
منبر الداعيات

 

«مها» و«عادل».. زوجان في مقتبل العمر، مَرَّ على زواجهما خمس سنوات رُزقا خلالها بثلاثة أطفال.. ولكن «مها» كانت تمر بأزمة نفسية طاحنة أَوْدت بها إلى الهاوية التي شتّتت شمل الأسرة...
كانت «مها» تتمتّع بجمالٍ خلاّب وخُلُق أجمل... وجمعت إلى ذلك مهارة في إدارة الحياة الزوجية.. مما ملأ قلب «عادل» وأهله حبّاً لها.. ذلك كله ملأ قلب زوجة أخيه الأكبر حسداً فبدأت بالكيد لـ «مها».
اجتهدت زوجة أخيه في الاستيلاء على قلب «مها» بدعوتها المتكررة إلى بيتها والتحبّب إليها بالهدايا لتحَوز على ثقتها.. وحين يدور الحديث، تجتهد في التظلّم من والدَيْ زوجها.. وأخواته.. وتنسج قصصاً متنوعة عن الظلم الذي تتعرض له.. وحين تتعجب «مها» من ذلك، تلتقط زوجة أخيه الأكبر كلامها البريء فَرِحةً لتبني عليه قصصاً من كراهية «مها» لأهل زوجها وندمها على موافقتها على الزواج من «عادل».. ثم تنقلب إلى زوجها وتنسبُ كلَّ ما ذكرته هي من قصص مختلفة إلى «مها»..
ومع مرور الأيام.. لاحظت «مها» أن «عادلاً» بدأ يتغير.. ويعاملها معاملة خشنة خالية من الحب ومن المودة.. أما أهله فأصبحوا يعاملونها كالغريبة!!
خبراء السعادة الزوجية يقولون: إن من بدهيات السعادة الزوجية:
•  ألاّ تهدم أيها الزوج سعادتك لأول وهلة ولأول بادرة من كلام..
•  أن تُتيحَ الفرصة لزوجتك لتوضيح موقفها والدفاع عن نفسها..
•  ألاّ يسمح أحد الطرفين لقلبه أن يتغير تجاه شريكه وأن يفاتحه فيما بلغه عنه..
•  أن يعلم الزوج وأهله دائماً: أن التنافس بين زوجات الإخوة قد يؤدي إلى غيرةٍ وحسدٍ.. ولذا فيجب عدم أخذ قول واحدة منهن عن الأخرى على عواهنه..
•  ألاّ تقبلَ كلاماً أو نميمةً من طرف على آخر إلا ليوضع النمام في المأزق الذي يستحقه..
•  الزوجان ليسا ملَكين، وعندما يحدث خطأ من أحدهما فالعتاب صابون القلوب..
أما نصائح السعادة الزوجية الهامة في هذا المجال فهي:
•  أنه قد يحدث ما حدث مع «مها» مع آخرين داخل عائلة الزوج، فيجب على الزوج ألاّ يتقبل أي كلام على أنه حقيقة مسَلَّمة، وألاّ يفقد ثقته بزوجته مهما كانت الأسباب.
•  على الزوجة أن تكون واعية وألاّ تنخدع بسرعة.. وتتذكر أنه كما تُحب ألاّ تُذكر هي بسوء فلا تسمح لأحد أن يذكر أهل زوجها بسوء..
•  والدا كل من الزوجين ليسا معصومَيْن، فلو صدر من أحد الطرفين شيء في حقِّهما، فليس الحل تدمير الأسرة وتشتيت الأطفال.. وإنما التنبيه إلى أنّ حبَّه وتقديره مرهون بإكرام والديه..
•  الهفوة من الزوج تجاه زوجته أو العكس، يجب ألاّ تُضخَّم وتمحو جبلاً من الحسنات والمكارم.
وأخيراً: ما أعْدلَ عقاب الله للنمّام حيث منعه من دخول الجنة.. إذ قال النبي (ص): «لا يدخل الجنة نُمّام» فلا تَثبتا بنمّام..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين