لا تؤجل فكرة اليوم إلى الغد

يتحدث الخطباء في مجالس العزاء وما أكثرها في هذه الأيام

عن الموت وعن الجنّة والنار 

وكلّ من يرغب في إلقاء كلمة فهي لا تخرج عن ذلك الإطار ( الموت والجنّة والنار)

حتّى حفظنا مقالات  شيوخنا الكرام عن ظهر قلب فلماذا لا نصنع من خلال هذه المجالس

مشاريع تفيد الفرد والمجتمع

مستغلّين وجود الحضور الكبير لتلك المجالس

فمنذ أيّام جلست في عزاء الأخ عبد الباسط الساروت

فتحدّث أحد الإخوة عن معاناة أسرة الشهيد بعد فقد معيلها وبعد ذلك توقف وأنهى كلامه بجملة

علينا أن ندرك ذلك 

فعقّبت على كلامه قائلاً:

هل سنبقى في أطار 

الخطب 

أما حان الوقت للتطبيق العملي؟

وفي اليوم الثاني ذهبنا للحدّاد لصناعة صندوق لدعم أسرة الشهيد

وسيكون بإذن الله مشروعاً خيرياً سيرى النور قريباً

وبالأمس كنت مع إخوتي الشعراء في أمسية شعرية بعنوان [ تحيّة إلى الشهيد البطل عبدالباسط الساروت)

قرأ الشعراء قصائدهم 

وأشادوا بالشهادة والشهيد ومضى كلّ واحد إلى مأواه

وأصبحت تلك الأمسية من الذكريات

والسؤال أين الفكرة التي ولدت من تلك الأمسية وتحوّلت إلى مشروع نافع في مجال من مجالات الحياة المختلفة؟

وبعدها دعيت إلى مجلس عزاء الرئيس الدكتور محمد مرسي

فتحدّث الخطباء عن مناقب الفقيد رحمه الله

وختم المجلس بالصلاة عليه (صلاة الغائب)

وانفضّ الحضور

دون الفكرة التي يجب أن تتحوّل إلى مشروع نافع

يستفاد منه

رغم وجود الكوادر القادرة على فعل شيء مفيد لصالح المجتمع 

فهل سنبقى مدى الدهر 

في دائرة التنظير

وإلقاء الخطب وقصائد الرثاء؟

ألم يحن الوقت لنصنّع من الأقوال أفعالاً مفيدة تعود على المجتمع بالخير الكثير

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد وحسن الختام والعمل لما يحبّه ويرضاه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين