همسات في أذن أصدقائنا الأتراك

* لسان حال السوريين يقول:

ثلاثٌ يعِزُّ الصبرُ عند حلولها .. ويذهلُ منها عقلُ كلِّ لبيبِ

خروجُ اضطرارٍ من بلادٍ تحبها .. وفــرقة إخـوانٍ وفــقـدُ حبيبِ

* محنة السوريين ليس لها مثيل في قساوتها على امتداد تاريخ البشرية جمعاء، والذين نجوا بأنفسهم من سعيرها، وحطَّوا رحالهم في تركيا، باتوا ينظرون إليها على أنها الحضن الدافئ والموئل الآمن، كونهم يرتبطون بها برباطٍ روحيٍّ ووشائج مميَّزة، فثمَّة جسورٌ ثقافيةٌ وعمقٌ في العلاقات تاريخيٌّ وحدودٌ جغرافيةٌ مشتركةٌ، ومن الطبيعيِّ في ظلِّ هذه الأجواء أن يفرض واجب الأخوة ومنطق القرابة والمصاهرة وحقُّ الجوار؛ استشهاد ستين ألفاً من السوريين على الأراضي التركية، في معركة جناق قلعة سنة خمسة عشر بعد المائة التاسعة عشر من ميلاد المسيح عليه السلام، ومن الطبيعيِّ أيضاً أن يجد السوريون سنداً واحتفاءً من الإخوة الأتراك للاعتبارات ذاتها.

* نحن كسوريين نحرص جنباً إلى جنبٍ مع المسؤولين في الحكومة التركية، على أمن تركيا القوميِّ، وعلى استقرارها السياسيِّ والاقتصاديِّ، ونتفهَّم حجم الضغوط الداخلية والخارجية عليها، ونسعى جاهدين للعمل معاً على نفي الشائعات التي تعصف بنا. 

* نحن كسوريين نسعى للالتزام بالقوانين النافذة وباحترام ثقافة الأصدقاء الأتراك ومراعاة تقاليدهم وخصوصياهم، وفي الوقت ذاته نتطلَّع إلى معاملةٍ بالمثل قائمةٍ على الاحترام المتبادل الذي يخدم تعايشنا المشترك ضمن دائرتي المودة والتفاهم، ونتعاطى بإيجابية مع فكرة الدمج المجتمعيِّ بين أبنائنا وأبناء الشعب التركيِّ، واعتماد السبل الكفيلة من أجل تحقيق ذلك.

* من الإنصاف أن ينظر إلينا أشقاؤنا الأتراك، على أننا قيمة مضافة للمجتمع التركي، فينا من الإيجابيات والطاقات والإمكانات الشيء الكثير، وإن كنا في منظار المجتمع الدولي لاجئين، فله معاييره، ولتكن معاييركم مختلفة وتتناغم مع أصالتكم.

* نتفهم نحن السوريين، أن ثمَّة سلوكيات مشينةٌ لبعض السوريين لا تعبِّر عن أصالة شعبنا ومعدنه، هي لأناسٍ لا يمثلون إلا أنفسهم، ومن الواقعية بمكان أن مجتمعاً بلا أخطاء هو من المثالية المجنَّحة وضربٌ من الطوباوية والخيال، ولن يحظى أيٌّ منا بالمدينة الفاضلة التي تكلم عنها الفيلسوف أفلاطون.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين