الجوائح في الإسلام (23)وباء مصر

 

(ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) صدق الله العظيم.

ضرب مصر سنة (800هـ/1397م) وباءً فظيعاً في ربيع الأول، وكانت بدايته في الوجه البحري، وصل إلى القاهرة فمرض أكثر الناس.

طاعون بلاد الشام

وقع في صفر سنة (812هـ/1409م) طاعون بحمص وحماة وطرابلس، ومات به خلق كثير، حتى قيل إنه بلغ من مات من هذا الطاعون ما يزيد على خمسين ألفاً في دمشق وحدها، وخلت عدة قرى، وبقيت الزروع قائمة لا تجد من يحصدها.

وباء بلاد الشام

في سنة 813هـ/1410م) كان في أول العام وباء بلاد فلسطين وحوران وعجلون ونابلس وطرابلس، فمات خلق كثير جداً، ثم كان آخرها الطاعون بدمشق ونواحيها.

الغلاء والبلاء يعم بلاد العراق وإيران

كثر الغلاء وفقدت الأقوات سنة (835هـ/1431م) في تبريز حتى بيع رطل اللحم بنصف دينار، وأكلت الناس الكلاب والميتات، ثم فشا الوباء بالعراق والجزيرة وديار بكر.

طاعون مصر

فشا الطاعون بمصر سنة (816هـ/1413م)، وكان أكثره في الأطفال، وكان الحر أزيد من العادة، فبلغ من كان يموت في كل يوم نحو مئة نفس. ثم تزايد الطاعون في صفر فبلغ الموتى في كل يوم مئة وعشرين.

طاعون القاهرة

في المحرم من عام (819هـ/1416م) ابتدأ الطاعون بالقاهرة فبلغ في نصف صفر كل يوم مئة نفس تموت، ثم زاد في آخره إلى مئتين، وكثر ذلك حتى كان يموت في الدار الواحدة أكثر أهلها، وكثر الوباء في الصعيد والوجه البحري حتى قيل إن أكثر أهلها هلكوا، وفي طرابلس، حتى قيل إنه مات بها في عشرة أيام عشرة آلاف نفس، وبلغ عدد الأموات بالقاهرة في ربيع الأول ثلاثمائة في اليوم، ثم في نصفه بلغوا خمسمائة نفس، وفي التحقيق بلغوا الألف لأن الذين يضبطون إنما هم من بريد الديوان، وأما من لا يرده فكثير جداً. وكان كل من أصابه الطاعون يموت سريعاً إلا أنه نادراً، وتواتر انتشار الطاعون في البلاد حتى قيل إن أهل أصبهان لم يبق منهم إلا النادر، وأن أهل فاس أحصوا من مات منهم في شهر واحد فكان ستة وثلاثين ألفاً، حتى كادت البلدان تخلو من أهلها. وفي أول ربيع الآخر تزايد الموت بدمشق فبلغ عدد من يموت في ربيع الآخر في اليوم ستين نفساً، ثم بلغ العدد مئتين في أواخره، ثم كثر في جمادى الآخرة، وكذلك وقع في القدس وصفد وغيرها.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين