استهداف السوريين بين العنصرية والمناكفات السياسية ومحاولات الضغط على أردوغان

 

منذ بداية الأزمة السورية عام 2011 وإلى يومنا هذا، ثمة اتفاق داخل تركيا على التعاطي الانساني مع اللاجئين السوريين، رغم الاختلاف حول الموقف السياسي من الأزمة.

فبينما ذهب حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى أقصى حد في الانخراط الفعلي والتدخل الميداني في المسألة السورية، معتبرا شمال سورية منطقة حساسة ذات تأثير مباشر على الأمن الاستراتيجي لتركيا، رجحت أحزاب المعارضة التعاطي السلبي مع القضية السورية باعتبار سورية، كما بقية دول الشرق الأوسط، مستنقعا للخلافات الدولية والاقليمية، يجب النأي بتركيا عن الدخول في أتونه، على غرار المقاربة السياسية الكلاسيكية لتركيا القديمة.

لكن رغم الاختلاف في وجهات النظر حول الموقف السياسي، بقي التعاطي الإنساني تجاه اللاجئين السوريين محل إجماع شعبي ورسمي.

من هنا لا يمكن الحديث عن وجود خطاب كراهية وعنصرية عام أو ممنهج ضد السوريين، حيث الأكثرية القاهرة من الشعب التركي تقف ضده. لكن بنفس الوقت لا يمكن إنكار وجود زمرة قليلة تتبنى خطاب العداء والكراهية، وهي رغم قلة عددها، فإنها الأعلى صوتا والأكثر جلبة وضجيجا، والأقدر على الحشد، خصوصا بين صفوف الشباب والعاطلين عن العمل، والمؤلدجين تلقائيا ضد الرئيس رجب طيب أردوغان وجميع إجراءات حكومته.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن الحديث عن أخطاء أو قصور في إدارة الملف السوري، لا ينفي ما قدمته تركيا حكومة وشعبا للسوريين من معروف وخدمات يصعب حصرها، كما أن ما فعلته تركيا لا ينفي وجود بعض الأخطاء على صعيد إدارة الملف.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين