افتتاح الجمعية العمومية الثالثة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

القرضاوي يؤكد أن الاتحاد بصدد تسيير رحلتين بحرية وبرية لكسر حصار غزة


تقرير: وائل نجم - إسطنبول
 

من مدينة محمد الفاتح ورجب الطيب أردوغان, حيا العلامة د. يوسف القرضاوي الحضور في اجتماع الجمعية العمومية الثالث الذي انعقد في تركيا.. واشار فضيلته إلى مسيرة الاتحاد بعد ستة أعوام من تأسيس ما كان حلماً فأصبح حقيقة، مشيراً إلى خطوة إلى الأمام حين يتم انتخاب عدد من الأخوات في مجلس الأمناء. وقد تجاوز عدد المشاركين خمسمائة عالم، من كل أطراف العالم الإسلامي.
واكد القرضاوي في كلمته ان الاتحاد هو الأمة كلها، نحن للأمة الإسلامية جمعاء، كما قال: لسنا لعرق من العروق، ولا لإقليم من الأقاليم، ولا لمذهب من المذاهب، ولا لجماعة من الجماعات، ولا لتيار من التيارات.. مذكراً بالقاعدة الذهبية التي تنادى بها المصلحون، ودعا إليها المجددون: نتعاون في ما نتفق عليه، ونتسامح في ما نختلف فيه، ونتحاور أيضا في ما نختلف فيه. شعارنا التسامح والأخوة، {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}. نحن العلماء أقوياء بالحق الذي ندعو إليه، وبالقرآن الذي نؤمن به مصدراً أول للتشريع والتوجيه والتربية والثقافة، وبالسنة النبوية الثابتة المبينة للقرآن، والمؤكِّدة له، وبالأمة المسلمة التي تشدُّ أزرنا، وتحمي ظهرنا، في مشارق الأرض ومغاربها، وبالعلم الإسلامي الذي ورثناه عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فهو لم يورّثنا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثنا العلم.
وفيما عدد فضيلته عناصر القوة من القوة البشرية والعددية والقوى المادية والاقتصادية القوة الروحية في هذه الامة قال: منبر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو العالم كلَّه إلى التعامل مع الإسلام وعلمائه ومُعتنقيه برُوح الأخوَّة الإنسانية، وبمنهج الحضارة السمحة، على قاعدة حقِّ كلِّ فريق في الانتفاع بخيرات الأرض التي وضعها الله للأنام، وواجب الجميع في التعاون لاستثمارها وتنميتها. وذلك يقتضي أولاً قبل كلِّ شيء: ترك الغلو الذي أصبح متجلِّياً في كثير من المواقف التي فيها طرف إسلامي.
وقد عدد فضيلته إنجازات الاتحاد في عمره القصير: وفد العلماء إلى الملوك والرؤساء ابان الحرب على غزة، ووفدين إلى السودان الشقيق من أجل قضية دارفور، وانفرد الاتحاد بدعوة ممثلين للأديان الشرقية الكبرى، وقامت لجنة القضايا الإسلامية برئاسة الدكتور علي القره داغي، بعقد اجتماع كبير في الدوحة، ضمَّ ممثِّلي الأقلية الإسلامية في الهند، حيث اجتمعوا وتحاوروا لتوحيد الصف، وخدمة الأقلية والأكثرية، كما أقام الاتحاد في الدوحة، مؤتمراً لنصرة شعب فلسطين، وحرص الاتحاد على أن يدعو كل الفصائل الفلسطينية، وقد شارك الجميع مشاركة فعالة، وأصدروا قرارات وتوصيات هامة.
واشار إلى انه ما زال أكبر هم للاتحاد هو قضية فلسطين، وسيظل الاتحاد يؤيد قوافل الإغاثة السلمية، وسيشارك فيها عن طريق البحر وعن طريق البر عن طريق (معبر رفح) الذي فتحته مصر لإيصال ما تحتاج إليه غزة، وسيساهم الاتحاد إن شاء الله مساهمة فعالة في أسطول الحرية الثاني، وسيظل يوالي الأمة بالبيان والتنبيه والتحذير، حتى تسترد حقوقها في أرض النبوات..
وفي قضية العراق، وما نزل به من محن، بذل الاتحاد جهوداً الحثيثة للإبقاء على سلام العراق، ووحدة العراق، وقد أصدرنا البيانات تلو البيانات للتبليغ والتحذير، وبعثنا وفداً من الاتحاد إلى إيران لمقابلة المسؤولين. كما أصدر الاتحاد عشرات البيانات في النوازل التي تنزل بالمسلمين، وما أكثرها لتفريطهم بالواجبات التي لهم، والحقوق التي عليهم.
 

بداية الحفل كانت عبر قراءة من تلاوة الكريم لإمام جامع الفاتح، ونقل مقدم الحفل التركي تحيات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي حظي باهتمام الحاضرين وعواصف التصفيق المستمر. فيما قدم كلمة الافتتاح الشيخ علي القره داغي الذي قال: هذا المؤتمر ينعقد في ظل أزمات سياسية واقتصادية بسبب البعد عن الدين، بل أزمات الجشع والطمع والظلم والاحتلال في فلسطين الأرض المباركة والعراق وأفغانستان وأزمة الحصار في غزة العزة، فتحية كريمة لفلسطين.. حينما يتحرك جسم الأمة فحينئذ تتحد الأمة وتقوى وتصبح كالجسد الواحد صفا واحدا كالبنيان المرصوص.. واليوم بدأت والحمد لله تباشير الخير من خلال الصحوة الإسلامية المباركة التي حركت الشعوب وبالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في أرجاء عالمنا الإسلامي كما شاهدنا ذلك في اسطول الحرية ومواقف أردوغان.
وقد تحدث في هذا الاحتفال نجاتي جيلان رئيس وقف المنظمات التطوعية، وعمر جهاد رئيس جمعية رجال الاعمال (الموسياد). وتحدث بولنت يالدرين رئيس الاغاثة الانسانية الذي دعا العلماء الى ان يقودوا الامة للتوحد مجدداً، دعوة حلف الفضول التي تعنى بالتعاون بين كل الاديان للوقوف ضد الصلف الصهيوني.. وذكر د. عبد الله معتوق وزير الاوقاف الكويتي السابق ان الامة تتشرف بوقوف تركيا ضد الصهيونية..
وقد أكد السيد نجمي صادق أوغلو (الأمين العام لاتحاد المنظات الاسلامية الأهلية في العالم الاسلامي) ان الامة لن تقوم الا اذا قام علماؤها، ولن تتحد الا باتحاد هؤلاء العلماء.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين