تأميم دعوي

حين تمارس مهمة الإفتاء مع المستفتين فإن عليك مع كثير من الأسئلة الصادرة "ممن اقتحموا ووقعوا الحرام" أن تؤدّي دور الداعية مع دور المفتي، فالداعية ينظر للجانب التربوي، والمفتي ينظر لجانب الحلال والحرام، لكن للأسف فان ممارسة المفتي للدعوة ليست ميسّرة في كل الأحوال، لأن الجهد الدعوي يحتاج جهدا أكبرا ووقتا اطول.

فلا مناص من تكامل الجهدين الفقهي والدعوي، وأن يوجها نحو المسلم المكلف الواقع في الحرام، والجمع بينهما ممكن على من تيسر له ذلك.

ولهذا كله كان الفقه أمرًا تخصصيا لمن تمكن منه، بينما كانت الدعوة أمرا عاما لكل مسلم حسب معرفته وطاقته، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بلغوا عني ولو آية".

فالمجتمع يصلح بقليل من الفقهاء والمفتين، لكنه لا يصلح إلا بكثير من الدعاة والمبلغين، ويصح أن يكون فيهم الرجل والمرأة والشيخ والطفل والطائع والعاصي والمتعلم وغير المتعلم.

وبمعنى آخر أن تكون الدعوة واجب الأمة جميعا لا واجب شريحة مخصوصة، فالدعوة سلوك عام للمجتمع لا تخصص لبعض أفراده.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين