لا تؤدلجوا اللغة 

ونقول دين الاسلام ودين النصارى ودين اليهود ودين الهندوس ودين الكافرين ...

وأعود مرة أخرى لأكتب تحت عنوان لا تؤدلجوا اللغة وسأظل أكتب ..

لأنني أعتقدت ان أصل قضية التطرف والغلو مشكلة لغوية . مشكلة في فهم النص وفِي تأويله " يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم " 

ومرة أخرى ما يزال منذ أشهر يدور علينا على هذه الصفحات بلاغ وتحذير بأنه لا يجوز ان نقول: دين لغير دين الاسلام لقوله تعالى " إن الدين عند الله الاسلام " ويزيد صاحب البلاغ والتحذير ان الاختلاف بين الاسلام والنصرانية واليهودية خلاف في الشرائع وليس في الدين والعقائد لأن الدين الذي دعا إليه الأنبياء والمرسلون واحد . 

ومرة أخرى ما يزال السعاة يتناقلون البلاغ على سبيل الاستجادة والحض على الاستفادة

وهي محاولة جديدة لأصحاب عقل حدي لفرض الرؤية الأيديولوجية على اللغة ، محاولة داحضة بأصلها لأن النص القرآني المقدس انبنى على قواعد اللغة وهي سابقة عليه في الوضع ، ضابطة له في الفهم والشرح ، محكمة في فقه الاستنباط والتأويل .

وهي أيضا محاولة داحضة بفرعها فيما نتحدث عنه في هذا المقام وإليك الدليل ؛ قوله تعالى "إن الدين عند الله الاسلام " 

لا يلغي ان يكون هناك أديان غير الإسلام . ولو قرأ هذا المدعي شيئا من علم العربية وعلم التفسير لعلم ان علم التفسير لا يفسر فقط الكلمات وإنما يفسر أيضا الحروف . 

وأن ال التعريف في قوله تعالى الدين هي المسماة ال الكمالية وليست الجنسية المطلقة ومعنى الآية عندها : 

إن الدين الحق ، أو إن الدين الصحيح ، أو إن الدين المقبول عند الله هو الإسلام ، وأن ما عداه من الأديان هو الباطل وهو الضلال وهو الذي لا يقبله الله ..

ولو استمررنا بالتفسير على هذا النهج لقلنا وال في الاسلام المذكور ة كلمة الاسلام هي ال العهدية عهدا ذهنيا أي الاسلام الذي بشر به محمد رسول الله على النحو الذي يبشر به بين ظهراني المسلمين .

وأصبح واضحا الآن أننا نستطيع ان نقول إن الدين الحق عند الله هو الاسلام وما عداه من الأديان من عقائد وشرائع فباطل مردود غير مقبول . وهذا كما نسميه دليل النقض ، الذي ينقص على المدعي دعواه . 

وأما دليل الإثبات المخالف فقد ورد في القرآن الكريم في أكثر من موضع ذكر أديان غير الاسلام ولا أدري كيف غفل عنها المدعي ومتابعوه وسعاته ومنها من غير استقصاء : 

" هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ." أي ليظهر دين الاسلام على سائر الأديان . ولفظ الدين كله واضح قاطع ناصع في الدلالة . 

والأكثر وضوحا في الدلالة آية في سورة قصيرة نظل نكررها في سنة فجرنا وفِي صلاة وترنا حين نخاطب الكافرين بقولنا : " لكم دينكم ولي دين " فهل اوضح في الدلالة على جواز ان نقول دين الكفر ودين البوذيين ودين عبدة الشيطان ؟! من قوله تعالى في خطاب الكافرين لكم دينكم دين الكفر ولي ديني دين الاسلام ؟!

بقي أمر في النفس منه شيء

هو أنني كلما كتبت ذيلت كتابتي باسمي وصفتي مؤرخة معلمة 

وأن جل هذه الرسائل المفخخة الملحونة الممزوجة تأتينا تحت عنوان منقول او محول وانشر تؤجر ...

وكل الذي أخشاه ان يكون وراء هذه الرسائل عموما شياطين يتلاعبون بِنَا .

و يكفي هنا أن نذكر بقول الحبيب المصطفى " كفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما سمع " 

تأمل . وقولهم : كذا فتأمل في كتب الأقدمين تعني دعوة إلى التفكير وإعادة النظر مرة بعد مرة بعد مرة

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين