تكاملُ طاقات الأفراد في الأمّة ضرورة حيَوية .. وإهمالُه يُضيع الأمّة !

في الحديث الشريف :

أرحَمُ أُمَّتي بِأُمَّتي أَبُو بكر ، وأشدُّها حَيَاء عُثْمَان ، وأعلَمُهَا بالحلال وَالحرَام معَاذ بن جبل ، وأقرؤها لكتاب الله - تَعَالَى - أُبِيّ ، وأعلَمُهَا بالفرائض زيد ، وَلكُل أُمَّةٍ أمينٌ ، وأمينُ هَذِه الأُمّة أَبُو عُبَيْدَة بن الجراح .

وثمّة خصوصيات مختلفة، لأشخاص آخرين، من الصحابة..وعلى سبيل التمثيل، لا الحصر:

أبو هريرة رضي الله عنه : اشتهر برواية الحديث النبوي؛ لأنه كان من (أهل الصُفّة) ، بل من أشهرهم ! وهي زاوية في المسجد .. وكان جُلّ عملهم : تعلّمَ القرآن والأحكام الشرعية !

خالد بن الوليد رضي الله عنه: اشتهر ببراعته في القتال وقيادة الجيوش ! وقد وصفه النبيّ ، بأنه سيفٌ سلّه الله على أعدائه !

فلو ترك كلّ صحابي عمله ، الذي يتقنه ، وانصرف إلى عمل آخر، لا يحسنه ، أو ليس له فيه خبرة .. لاضطربت الأمور، في الدولة !

فلو سُلّم أبو هريرة رضي الله عنه - لورعه وتقواه - قيادة الجيش ، بدلاً من خالد بن الوليد ، لأخفق في عمله، وأضاع الجيش الذي يقوده !

ولو كُلّف خالد بن الوليد رضي الله عنه، بالجلوس في الصفّة ، لحفظ القرآن والأحكام الشرعية ، وحُرم الجيش الإسلامي ، من خبرته العسكرية ، وبراعته في القتال ؛ لأحدث ذلك ، خللاً كبيراً ، في الدولة ، المحاطة بالأعداء ، من كلّ جانب ؛ لاسيّما بعد أن ارتدّ قسم كبير، من القبائل العربية ، واحتاج المسلمون ، إلى قيادات فذّة ، تقود جيوشهم ، لمحاربة المرتدّين ، ومن أبرز هذه القيادات : خالد بن الوليد !

وقد جاء الهَدي النبويّ ، واضحاً صريحاً : اعمَلوا ؛ فكلٌّ ميَسّرٌ لِما خُلق له !

كما جاء الهَدي الشريف ، يحضّ ، على إتقان العمل : إنّ الله يحبّ ، إذا عمل أحدُكم عملاً ، أن يتقنه !

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين