السوريون في الشتات... حقائق وإنجازات

لقد تعالت في الآونة الأخيرة بعض الأصوات الشاذة في بعض البلاد؛ متذمّرة من وجود السوريين فيها، ومحرّضة على كراهيتهم، وداعية إلى الإساءة لهم.

ونحن على يقين أن ثمة من يقف وراء ذلك، ويستثمر فيه.

واللافت أن هؤلاء (المتذمرين) لم يشيروا إلى أن السوريين الذين لجأوا إليهم هرباً من الموت والضيم الذي لحق بهم لم يمدوا لأحد يد الاستجداء، وإنما انخرطوا في سوق العمل بجودة وكفاءة وشرف.

كما لم يتحدث هؤلاء (المتذمّرون) عن نجاحات وإنجازات الشعب السوري خارج حدود وطنه، ومشاركته في حركة النهوض والإعمار والبناء وغيرها في البلاد التي انتقل إليها، حاملاً معه خبرات متراكمة نادرة، وكفاءات نوعية ماهرة.

كما لم يتحدث هؤلاء (المتذمّرون) عن تجّار الأزمات، واستغلالهم ظروف اللاجئ السوري، واستغلال اليد السورية العاملة وتشغيلها بأدنى الأجور.

وأنا في هذا المقال لن أناقش هذه الدعاوى لأنها مكشوفة معروفة، وإنما سأتوجه برجاء ودعوة إلى كل الناشطين السوريين والإعلاميين والمثقفين وأصحاب الرأي للقيام بعمل وطني وتاريخي هام، هو توثيق إسهامات ونجاحات وإنجازات السوريين في البلاد التي انتقلوا إليها، والإشارة إلى الإضافات التي قدموها،

وأثرهم على الحياة العامة فيها، وذلك بكتابة قصص النجاح التي حققوها بعيداً عن وطنهم، في المجالات كافة؛ العلمية، والمهنية، والصناعية، والاقتصادية، والطبية، وذكر أسماء الفائقين من طلابنا وطالباتنا الذين حققوا نسباً ودرجات عالية في المدارس والمعاهد والجامعات.

وتدوين كل ذلك تحت عنوان: (السوريون في الشتات ... حقائق وإنجازات).

وأخص بالذكر السوريين في تركيا، البلد الذي استضاف على أراضيه أكثر من ثلاثة ملايين و424 ألف لاجئ سوري -حسب وزارة الداخلية التركية ودائرة الهجرة التابعة لها -، انخرط أغلبهم في مجالات الدراسة والعمل، والتجارة والصناعة.

وهذه مناسبة لنشكر الشعب والدولة التركية على ما قدموه من دعم للشعب السوري في أزمته.

لذلك فإني أدعو كل من لديه قصة نجاح عاشها أو عايشها أن يقوم بتدوينها وتوثيقها مع ما يدعمها من صور أو بيانات أو شهادات، وذلك كمرحلة أولى، ليتم العمل بعد ذلك على إصدارها في كتاب.

وذلك لأهمية توثيق حقائق التاريخ من جهة، ووفاء لإنجازات ونجاحات هؤلاء المتميزين من جهة أخرى، وكشفاً للزيف والتزوير الذي يمارس ضد الشعب السوري من جهة ثالثة.

وآمل أن تلقى هذه المبادرة همماً عالية، وعزائم تليق بالشعب السوري، وحضارته الإنسانية الضاربة في جذور التاريخ.

والله من وراء القصد.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين