كلمات في رحيل الشيخ الداعية محمد سعيد كوكي

بقلم: أيمـن بن أحمد ذوالغـنى

 

الإخوة الأحبة الأفاضل أبناء الشيخ وإخوانه وطلابه..
لن أكتب كلمات عزاء ورثاء، بل كلمات تهنئة واغتباط ووفاء..
أجل، إنه اغتباط بالخاتمة التي ختم الله بها لعبده السعيد عليه شآبيب الرحمات..
فهنيئًا للشيخ، وهنيئًا لكم معشرَ أولاده وأقربائه وذويه، وهنيئًا لنا طلابه وتلامذته ومحبيه..
بما وفق الله الشيخ إليه من خاتمة، هي بشرى لنا جميعًا، وأنعِم بها من بشرى!
فما بالكم بمن يُقبَض وهو في طريقه إلى أحب بقاع الأرض إلى الله؟!
إلى المسجد بيت كل تقي، وأُنسِ كل صالح لا تلهيه تجارة ولا بيع عن ذكر الله!
يمضي بسكينة ووقار، وقد أنقى قلبَه وجسده من أدرانهما بماء الوضوء، ولسانُه يلهج بالدعاء وذكر الله!
وفؤاده قبل ذلك ينبض بحب الله والإقبال عليه!
لقد كان الشيخ ماضيًا إلى لقاء ربه -الذي طالما سعى إليه وحرص عليه- ليقف مخبتًا بين يديه، يرفع صوته بآيات القرآن المشهود {إن قرآن الفجر كان مشهودًا}!
ومن أحبَّ لقاء الله أحبَّ الله لقاءه، ومن صدق الله صدقه الله!
فاختاره الله بحكمته إلى جواره، وأنعِم به من جوارِ كريم رحيم رحمان!
قبضه وهو في صلاة؛ لأن المؤمن في صلاة ما انتظر الصلاة!
استأثر به المولى وهو على هذه الحال من صفاء النفس ونقاء السريرة!
فهل من بشرى أعظم من هذه البشرى؟!
وهل من عزاء أبلغ من هذا العزاء؟!
إن المرء ليُبعث على ما قُبض عليه، فاستبشروا يا آل كوكي خيرًا،
وأحسنوا الظنَّ بربكم، فهو عند ظن عبده به.
وختامًا أقول:
أما وقد انقطع عمل أبيكم من الدنيا بوفاته، إن عمله لباق مستمر بدعائكم له، وبعملكم الصالح...
رحم الله الشيخ سعيدًا ولقَّاه نضرة ونعيمًا،
وحفظ أبناءه الدعاة الموفقين؛ خالدًا، وعبدالرحمن، والطيب، وإبراهيم.
والحمد لله أولاً وأخيرًا
أخوكم
أيمـن بن أحمد ذوالغـنى

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين