تصوف القلب

التصوف الصحيح والسلوك الحقيقي في القلب لا بالأسماء ولا بالشعارات ولا بالدعاوى الفارغات

وإن كان من دليل ظاهر على ذلك فالعمل بمقتضاه ولا سيما على خلاف الهوى وحظوظ النفس

وقد قال الشيخ عبد القادر قدس الله روحه في «الغُنية»: كان يقال: (كن صوفي القلب قُطْني الثياب).

* وللعلامة النحوي الفقيه الزاهد المتعبد أبي البركات ابن الأنباري الشافعي(-577): 

دع الفؤاد بما فيه من الحرَق*ليس التصوف بالتلبيس والخِرَقِ 

بل التصوف صفو القلب من كدر*ورؤية الصفو فيه أعظم الخَرقِ

أنشدهما مع بيتين آخرين ابن الدبيثي في"ذيله"بسماعه لها منه.

* ولأبي الحسين طاهر المخرمي ـ رحمه اللّه تعالى ـ:

ليس التصوف أن يلاقيَك الفتى •• وعليه من نسج النحوس مرقعُ

إن التصوف ملبس متعارف •• يخشى الفتى فيه الإله ويخشعُ

أنشدهما مع ثالث بينهما الحافظ أبوبكر الخطيب في"المنتخب من الزهد والرقائق":67 قال:

أنشدنا الحسن البلخي،أنشدنا طاهر المخرمي بها.

وأنشدهما مع بيتين آخرين: أبوالقاسم ابن القطاع في "الدرة الخطيرة في شعراء الجزيرة": 29 ضمن ترجمة الشاعر أبي عبدالله محمد ابن الطوبي.

وأنشدها له ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد مسندة إلى بلديه أبي القاسم عتيق بن محمد الصقلي في ترجمته.

* ولابن المهندس:

إنَّ التصوف قد غابت حقائقه •• عن معشَرٍ برسوم منه قد قَنِعوا

* ليس التصوف لُبس الصوف ترقعه •• و لابكاؤك إن غنى المغنونا

بل التصوف:أن تصْفُو بلاكدر •• و تتبع الحقَّ و القرانَ و الدِّينا

لابن الطوبي ـ رحمه اللّه تعالى ـ.

* حقائق التصوف الشرعية=باقية ببقاء الدين محفوظة بحفظه

فمن تخلى عنها من منتحلي اسمه=لم يزد على أن أقام برهان اﻻنتحال، وترك لغيره المجال.

*كم من قائم بحقائق التصوف الشرعية من غير استعلان باﻻنتساب إلى اسمه. 

وكم من قانع بمجرد اﻻسم مضيع لحقائقه الشريفة ﻻ بد من سحب البساط من تحت قدمه.

* "الأمور الدينية كُلُّها قد فسدت وضعُفت إلا التصوف فإنه قد انمحق بالكلية وبطَل".

قاله الإمام الغزالي ـ رحمه اللّه تعالى ـ قبل نحو ألف عام!

الإحياء 4: 350.

وقال: "الصوفي عبارة عن عدل مخصوص لا يقتصر في دينه على القدر الذي يحصل به العدالة".

*ذكرأبونعيم في ترجمة العارف أبي الحسن البوشنجي (-348)من"الحلية" أنه سئل عن التصوف فقال:

"اسم ولا حقيقة،وقد كان قبلُ حقيقةً ولا اسماً".

* "التصوف: اسم جامع لمعاني الفقر ومعاني الزهد؛مع مزيد أوصاف وإضافات؛ لا يكون بدونها الرجل صوفياً وإن كان زاهداً وفقيراً".

السهروردي-عوارف المعارف.

*قال العلامة السيوطي ـ رحمه اللّه تعالى ـ:

"كثير من الناس يظن أنّ كل من مارس كتب التصوف وقرأ شيئاً منها وكتب وعلّق يسمى صوفيا؛ وليس كذلك، ولن يسمى صوفياً حتى يدخل الجمل في سم الخياط" 

"إنما التصوف علم الحال، لا علم المقال، وهو: أن يتخلق بمحاسن الأخلاق (التي وردت بها السنن النبوية)"، ونقل أن التصوف مركب من الحديث وأصول الدين؛ فمن تضلع بالأحاديث النبوية وعمل بها، وكان اعتقاده صحيحا على مذهب أهل السنة والجماعة =كان صوفيا" 

شعلة نار:100

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين