تحديات تربوية

من أسباب العزوف الخفية عن الدراسة عند الأبناء هو الرسائل الخفية التي تصل عقولهم وتستقر في بواطنهم وهم يرون أن الثراء والمكانة في عالم اليوم أصبحت تحكم مفاتيحه مجالات سهلة الولوج، مغرية النتائج، تمنح المال والشهرة والمكانة، من مثل:

الطموح نحو احتراف كرة القدم.

الطموح نحو احتراف الغناء.

الطموح نحو احتراف التمثيل.

الطموح نحو احتراف الظهور الإعلامي.

وأشباه هذه المجالات.

وطبعا فإن الساحة الرياضية والفنية والإعلامية لا تتسع الا للقليل، لكنها تستهلك فكر الكثير من الشباب فيعشون في أحلام نيلها والظفر بها حتى تفوت فرص كبيرة في حياتهم في التعليم والعمل، خصوصا في بلداننا التي ترجح الكفة فيها لهذه المجالات دون غيرها وليس مثل بلدان أخرى حيث الفرصة موجودة للجميع وفي كل المجالات. 

لا اعتراض ولا مشكلة عندي أن يكون من شبابنا رياضي مرموق ذو خلق، أو اعلامي متمكن، أو فنان موهوب في مجالات الفن المشروع، 

لكن المشكلة حين تكون سوق الرياضة والفن والإعلام أقوى إغراء من سوق العلم والتعليم، 

فمن يبني الأمم هو العلم لا المتعة، فقد جعلت المتعة ترويحا للبناة الجادين والعلماء الفاعلين، والمنتجين المبدعين، ولم تُجعل هدفا أصلا تقوم عليه الحياة.

الحل لهذه المشكلة في حزمة إصلاحية كبيرة تقوم بها عدة جهات، الدولة، والجامعة، والمدرسة، والإعلام، والأسرة.

لكن أضعف الإيمان _ إذا تخلت هذه الجهات عن دروها _ أن تحاور الشاب وتبين له حقائق الأمور لتبني عنده سلّم القيم من جديد.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين