في شهر القرآن (خُذ الكتاب بقوة)

- انتصف الشهر والسباق قد اشتد والجنة تزينت لمن جد، فمن جد وجد ومن زرع حصد،فليكن شعارنا لن يسبقني الى الله احد، ليكن شعارنا صيام قلب مع الجوارح لله الفرد الصمد ، فسارعوا وسابقوا الى مغفرة من ربكم .قبل رحيل الشهر فهو كما أشار لنا ربنا (أياما معدودات)، لا نندم لرحيله سيرحل وسيعود ولكن ربما نرحل نحن!وعندئذ يكون الندم، فملك الموت قد تخاطنا الى غيرنا وسيتخطى غيرنا الينا فبادر قبل أن تبادر

- تركنا الطعام والشراب والجماع فهل احسسنا بالفقراء واخواننا المستضعفين قرأنا القرآن وصلينا القيام فهل احسسنا بالقرآن وتدبرنا معانيه؟ إن لم فليس هذا هو الصوم الحقيقي.كان الزُّهْرِيُّ رحمه الله إذا دخلَ رمضانُ يقول إنما هو تلاوةُ القرآنِ وإطْعَامُ الطَّعامِ.وكان مالكٌ رحمه الله إذا دخلَ رمضانُ تركَ قراءةَ الحديثِ وَمَجَالسَ العلمِ وأقبَل على قراءةِ القرآنِ من المصْحف

- وهنا لي وقفه مع شهر القرآن هناك من هجروا القرآن(كلام الله ) قراءة وتدبرا وعملا وحكما وهؤلاء على خطر عظيم (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا ﴾ فقال الله عنهم (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31) الفرقان.وهناك من قرؤوه وتلوه ولكنهم هجروه تدبرا وعملا وسلوكا.ومع هؤلاء نتناصح في شهر القرآن 

- كثير منا ممن يفتح مصحفه وفي نفس الوقت مشغول برنات الجوال ويلتفت يمينا ويسارا ويقطع قراءته بالحديث مع هذا وذاك، فكل ما جاءته رسالة فتحها وقرأها وكل ما جاءته دردشة نظر إليها ورد عليها "ما لكم لا ترجون لله وقارا" قال تعالى(ومن يُهن الله فما له من مكرم) فهل سنتدبر كلام الله أم نتدبر كلام الناس بالجولات؟!

- أن ختم القرآن شيء جميل وثوابه كبير ولكن تدبره والتفكر في معانيه أجمل وثوابه أكبر. قال عز من قائل" أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها "

والصيام الحقيقي هو الذي يدخل صاحبه الجنه صيام القلوب. "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان" فشهر رمضان هو شهر القرآن حيث ينكب الناس فيه حول مائدة القرآن.هذا يريد أن يختمه 7مرات وهذا 3مرات وهكذا،ومما من شك أنه خير عظيم، لكن الخوف من الرتابة حيث يتكرر ذلك كل عام ولكن أين الأثر في القلوب ؟ نظل سنين عديدة نختم القرآن فأين الثمرة الحقيقية لهذه الختمات ؟ سؤال نطرحه 

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال (اقرؤوا القرآن وحركوا به القلوب لا يكون هم أحدكم آخر السوره)رواه البيهقي في السنن.ويقول الحسن البصري"تحسس قلبك عند ثلاث "في الصلاة وعند تلاوة القرآن والذكر "وإلا فاعلم أن الباب مغلق" وكما يقول الإمامُ البخاري:" لا يجدُ طعمَه إلا من آمن به

والقرآن (كلام الله )له آداب وأخلاق. فكيف نأخذه بقوه 

- الإخلاص لله قال تعالى {وَمَآ أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)،وتدبرمعانيه ونسْتحضر بأنَّ الله يخاطِبُنا فيه لأنَّ القُرْآنَ كلامُ الله عزَّ وجَلَّ، الطهاره المعنويه والحسيه وهذا من تعظيم كلامِ الله عزَّ وجل، بتحسين الصوت وترتيله ونتلوه قال تعالى{وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلاً}وأن نحَسَّنَ صوتَنا بالقُرآنِ كما ترَّنمَ به (ابو موسى الاشعري) فقال له رسول الله لقد اعطيت مزمارا من مزامير داوود فرد ابو موسى على حبيبنا صلى الله عليه وسلم لو علمت لحبرته لك تحبيرا(أي لأسمعتك)، وأيضا الاستعاذه والبسمله لقوله تعالى:{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَـنِ الرَّجِيمِ }النحل 98] وأمَّا الْبَسْمَلةُ فإنْ كان ابتداءُ قِرَاءتِه منْ أثْنَاءِ السُّوْرَةِ فلا يُبَسْمِلُ،وإنْ كانَ من أوَّلِ السورةِ فَلْيُبَسْمِلْ. هذه بعض الآداب عندما نقرأ كلام الله فنأخذه بقوه ، ما احرانا ان نتتبعها في شهر القرآن فتصبح ديدن لنا لنصل الى التقوى(ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)الحج

- مشكله أن تكون الصلوات حركاتٍ سُويديّة تستفيدُ منها العضلاتُ والمفاصلُ ولا يستفيدُ منها القلب ! مشكله ان تكون قراءة القرآن حركة للشفاه وهمنا عدد الختمات وفقط وليس لها اثربالقلوب ! يقول د. الصلابي(إن مظاهرُ التّديّنِ أمرٌ محمود، ونحنُ نعتزُّ بديننا شكلاً ومضموناً .ولكن العيب أن نتمسّكَ بالشّكلِ ونتركَ المضمون .فالدّينُ الذي حوّل رعاة الغنمِ إلى قادةٍ للأممِ لم يُغيّر أشكالهم وإنّما غيّر مضامينهم.ا. هـــــــ

إن الصيام الحقيقي احبتي هو الذي يدخل صاحبه الجنه)هو صيام القلوب مع الجوارح.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين