معا نتدبر القرآن (13) سورة الكهف ومريم

((سورة الكهف)) 

(( الله ملجأ المؤمنين في الفتن ))

هي سورة مكية، وسميت بذلك لذكر قصة أهل الكهف فيها، والذي نختاره أن مقصد السورة العام هو: ((الله ملجأ المؤمنين في الفتن))، فكل آيات السورة تدور حول هذا المقصد، فقد تحدثت السورة عن: 

• التجاء الفتية إلى ربهم في الكهف في فتنة الدين: وَإِذِ اعتَزَلتُموهُم وَما يَعبُدونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأووا إِلَى الكَهفِ يَنشُر لَكُم رَبُّكُم مِن رَحمَتِهِ وَيُهَيِّئ لَكُم مِن أَمرِكُم مِرفَقًا ﴿١٦﴾.

• والتجاء المؤمن لله ولكتابه في فتنة الباطل: وَاتلُ ما أوحِيَ إِلَيكَ مِن كِتابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دونِهِ مُلتَحَدًا ﴿٢٧﴾.

• وقصة صاحب الجنتين حيث استكبر عن الالتجاء على الله في فتنة المال: وَلَم تَكُن لَهُ فِئَةٌ يَنصُرونَهُ مِن دونِ اللَّـهِ وَما كانَ مُنتَصِرًا ﴿٤٣﴾.

• وذم الذين تولوا والتجأوا إلى الشيطان فوقعوا في فتنته: وَإِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدوا لِآدَمَ فَسَجَدوا إِلّا إِبليسَ كانَ مِنَ الجِنِّ فَفَسَقَ عَن أَمرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَولِياءَ مِن دوني وَهُم لَكُم عَدُوٌّ بِئسَ لِلظّالِمينَ بَدَلًا ﴿٥٠﴾.

• وان الخلق لن يجدوا ملجأ غير الله في فتن الحياة: وَرَبُّكَ الغَفورُ ذُو الرَّحمَةِ لَو يُؤاخِذُهُم بِما كَسَبوا لَعَجَّلَ لَهُمُ العَذابَ بَل لَهُم مَوعِدٌ لَن يَجِدوا مِن دونِهِ مَوئِلًا ﴿٥٨﴾.

• وقصة الخضر في فتنة العلم ولطف الله بأهل السفينة في فتنة الملك: أَمَّا السَّفينَةُ فَكانَت لِمَساكينَ يَعمَلونَ فِي البَحرِ فَأَرَدتُ أَن أَعيبَها وَكانَ وَراءَهُم مَلِكٌ يَأخُذُ كُلَّ سَفينَةٍ غَصبًا ﴿٧٩﴾.

• ولطف الله بأبوي الغلام في فتنة الكفر: وَأَمَّا الغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤمِنَينِ فَخَشينا أَن يُرهِقَهُما طُغيانًا وَكُفرًا ﴿٨٠﴾ فَأَرَدنا أَن يُبدِلَهُما رَبُّهُما خَيرًا مِنهُ زَكاةً وَأَقرَبَ رُحمًا ﴿٨١﴾.

• ولطف الله بالتيمين في فتنة اليتم: وَأَمَّا الجِدارُ فَكانَ لِغُلامَينِ يَتيمَينِ فِي المَدينَةِ وَكانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما وَكانَ أَبوهُما صالِحًا فَأَرادَ رَبُّكَ أَن يَبلُغا أَشُدَّهُما وَيَستَخرِجا كَنزَهُما رَحمَةً مِن رَبِّكَ وَما فَعَلتُهُ عَن أَمري ذلِكَ تَأويلُ ما لَم تَسطِع عَلَيهِ صَبرًا ﴿٨٢﴾.

• وقصة ذي القرنين، والتجائه إلى الله في فتنة القوة: قالَ ما مَكَّنّي فيهِ رَبّي خَيرٌ فَأَعينوني بِقُوَّةٍ أَجعَل بَينَكُم وَبَينَهُم رَدمًا ﴿٩٥﴾.

• والتجاء المؤمن لله وللعمل الصالح: قُل إِنَّما أَنا بَشَرٌ مِثلُكُم يوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلـهُكُم إِلـهٌ واحِدٌ فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحًا وَلا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴿١١٠﴾.

فالسورة تعلمنا وتريد منا: أن نعتصم بالله، ونلتجأ إليه عند الفتن.

((سورة مريم))

((بيان الرحمة الالهية))

هي سورة مكية، وسميت بذلك لذكر قصة مريم فيها، والذي نختاره أن مقصد السورة العام هو: ((بيان الرحمة الإلهية))، حتى ذكر فيها اسم الله الرحمن ست عشرة مرة، فكل آيات السورة تدور حول هذا المقصد، فقد تحدثت السورة عن: 

• رحمة الله بزكريا: ذِكرُ رَحمَتِ رَبِّكَ عَبدَهُ زَكَرِيّا ﴿٢﴾.

• وبيحيى: وَحَنانًا مِن لَدُنّا وَزَكاةً وَكانَ تَقِيًّا ﴿١٣﴾.

• وبمريم وعيسى: قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجعَلَهُ آيَةً لِلنّاسِ وَرَحمَةً مِنّا وَكانَ أَمرًا مَقضِيًّا ﴿٢١﴾.

• والرحمة في الدعوة: يا أَبَتِ إِنّي أَخافُ أَن يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحمـنِ فَتَكونَ لِلشَّيطانِ وَلِيًّا ﴿٤٥﴾.

• والرحمة بإبراهيم: وَوَهَبنا لَهُم مِن رَحمَتِنا وَجَعَلنا لَهُم لِسانَ صِدقٍ عَلِيًّا ﴿٥٠﴾.

• والرحمة بموسى: وَوَهَبنا لَهُ مِن رَحمَتِنا أَخاهُ هارونَ نَبِيًّا ﴿٥٣﴾.

• والرحمة بالمتقين: يَومَ نَحشُرُ المُتَّقينَ إِلَى الرَّحمـنِ وَفدًا ﴿٨٥﴾.

• وأن من كان رحمانا فينبغي ان ينزه عن الولد: وَما يَنبَغي لِلرَّحمـنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴿٩٢﴾.

• والرحمة بالمؤمنين: إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرَّحمـنُ وُدًّا ﴿٩٦﴾.

فالسورة تعلمنا وتريد منا: أن نتعرف على رحمة الله وآثارها في الأنفس والكون.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين