معا نتدبر القرآن (12)سورة الحجر والنحل والاسراء

((حفظ الله))

هي سورة مكية، وسميت بذلك للإشارة لأهل الحجر وهم قوم صالح، وفي السورة مقاصد عدة، والذي نختاره أن مقصد السورة العام هو: ((حفظ الله))، فكل آيات السورة تدور حول هذا المقصد، فقد تحدثت السورة عن: 

حفظ الله للقرآن: إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ ﴿٩﴾.

وحفظ الله للسماء: وَحَفِظناها مِن كُلِّ شَيطانٍ رَجيمٍ ﴿١٧﴾.

والحفظ من الشيطان: إِنَّ عِبادي لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطانٌ إِلّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الغاوينَ ﴿٤٢﴾.

والحفظ من الخوف: قالوا لا تَوجَل إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَليمٍ ﴿٥٣﴾.

والحفظ من الذنب والعقوبة: إِلّا آلَ لوطٍ إِنّا لَمُنَجّوهُم أَجمَعينَ ﴿٥٩﴾.

وعدم حفظ من كفر: فَما أَغنى عَنهُم ما كانوا يَكسِبونَ ﴿٨٤﴾.

والحفظ لنبيه صلى الله عليه وسلم: إِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئينَ ﴿٩٥﴾.

فالسورة تعلمنا وتريد منا: أن نوقن أن الله تعالى هو الحفيظ وأن نخشى تكذيب ما جاء به.

((سورة النحل))

((النعم المادية والروحية))

هي سورة مكية إلا بضع آيات، وسميت بذلك لذكر النحل فيها، وفي السورة مقاصد عدة، والذي نختاره أن مقصد السورة العام هو: ((النعم المادية والروحية)) حتى سميت بسورة النعم، فكل آيات السورة تدور حول هذا المقصد، فقد تحدثت السورة عن: 

نعمة الخلق: خَلَقَ الإِنسانَ مِن نُطفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصيمٌ مُبينٌ ﴿٤﴾.

ونعمة الأنعام: وَالأَنعامَ خَلَقَها لَكُم فيها دِفءٌ وَمَنافِعُ وَمِنها تَأكُلونَ ﴿٥﴾.

وتعدد النعم ومصدرها: وَإِن تَعُدّوا نِعمَةَ اللَّـهِ لا تُحصوها إِنَّ اللَّـهَ لَغَفورٌ رَحيمٌ ﴿١٨﴾.

ومقابلة النعمة بالجحود: وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالأُنثى ظَلَّ وَجهُهُ مُسوَدًّا وَهُوَ كَظيمٌ ﴿٥٨﴾.

ونعمة الرسول والكتاب: يَومَ نَبعَثُ في كُلِّ أُمَّةٍ شَهيدًا عَلَيهِم مِن أَنفُسِهِم وَجِئنا بِكَ شَهيدًا عَلى هـؤُلاءِ وَنَزَّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبيانًا لِكُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحمَةً وَبُشرى لِلمُسلِمينَ ﴿٨٩﴾.

ونعمة الحياة الطيبة: مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلونَ ﴿٩٧﴾.

وسلب النعمة ممن كفرها: وَضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا قَريَةً كانَت آمِنَةً مُطمَئِنَّةً يَأتيها رِزقُها رَغَدًا مِن كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَت بِأَنعُمِ اللَّـهِ فَأَذاقَهَا اللَّـهُ لِباسَ الجوعِ وَالخَوفِ بِما كانوا يَصنَعونَ ﴿١١٢﴾.

ونموذج الشاكر للنعم: شاكِرًا لِأَنعُمِهِ اجتَباهُ وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ ﴿١٢١﴾.

فالسورة تعلمنا وتريد منا: أن نعرف نعم الله المادية والمعنوية ونشكره عليها.

((سورة الإسراء))

((منزلة القرآن وموقف المكذبين منه))

هي سورة مكية، وسميت بذلك لورود قصة الإسراء فيها، وفي السورة مقاصد عدة، والذي نختاره أن مقصد السورة العام هو: ((منزلة القرآن وموقف المكذبين منه)) فقد ذكر لفظ القرآن فيها إحدى عشرة مرة، فكل آيات السورة تدور حول هذا المقصد، فقد تحدثت السورة عن: 

عدم اتباع بني إسرائيل للكتاب: وَآتَينا موسَى الكِتابَ وَجَعَلناهُ هُدًى لِبَني إِسرائيلَ أَلّا تَتَّخِذوا مِن دوني وَكيلًا ﴿٢﴾.

وهداية القرآن: إِنَّ هـذَا القُرآنَ يَهدي لِلَّتي هِيَ أَقوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤمِنينَ الَّذينَ يَعمَلونَ الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُم أَجرًا كَبيرًا ﴿٩﴾.

وعدم الانتفاع منه: وَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ جَعَلنا بَينَكَ وَبَينَ الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِالآخِرَةِ حِجابًا مَستورًا ﴿٤٥﴾.

والثبات على القرآن: وَإِن كادوا لَيَفتِنونَكَ عَنِ الَّذي أَوحَينا إِلَيكَ لِتَفتَرِيَ عَلَينا غَيرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذوكَ خَليلًا ﴿٧٣﴾.

وشفاء ورحمة القرآن: وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ وَلا يَزيدُ الظّالِمينَ إِلّا خَسارًا ﴿٨٢﴾.

ومعجزة القرآن: قُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَالجِنُّ عَلى أَن يَأتوا بِمِثلِ هـذَا القُرآنِ لا يَأتونَ بِمِثلِهِ وَلَو كانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهيرًا ﴿٨٨﴾.

وتأثير القرآن: قُل آمِنوا بِهِ أَو لا تُؤمِنوا إِنَّ الَّذينَ أوتُوا العِلمَ مِن قَبلِهِ إِذا يُتلى عَلَيهِم يَخِرّونَ لِلأَذقانِ سُجَّدًا ﴿١٠٧﴾.

فالسورة تعلمنا وتريد منا: أن نعرف منزلة القرآن، ونواجه من كذّب به، وأن نتبعه ولا نقع فيما وقع فيه بنو إسرائيل والمكذبون من تركهم كتاب ربهم.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين