ابن القيم يلخص موضوع علم التصوف وعلاقته بعلمي الفقه والطب

قال شيخ الإسلام الإمام الحافظ العارف أبوإسماعيل الهروي في "منازل السائرين": "الإرادة من قوانين هذا العلم، وجوامع أبنيته".

قال الإمام العلامة المحقق أبوعبدالله ابن القيم:

"يريد: أن هذا العلم مبني على الإرادة؛ فهي أساسه، ومجمع بنائه، وهو مشتمل على تفاصيل أحكام الإرادة، وهي حركة القلب، ولهذا سمي علم الباطن، كما أن علم الفقه يشتمل على تفاصيل أحكام الجوارح، ولهذا سموه علم الظاهر

فهاتان حركتان اختياريتان.

وللعبد حركة طبيعية اضطرارية، فالعلم المشتمل على تفاصيلها وأحكامها هو: علم الطب.

فهذه العلوم الثلاثة هي الكفيلة بمعرفة حركات النفس والقلب، وحركات اللسان والجوارح، وحركات الطبيعة.

فالطبيب: ينظر في تلك الحركات من جهة تأثر البدن عنها صحة واعتلالا، وفي لوازم ذلك ومتعلقاته.

والفقيه: ينظر في تلك الحركات من جهة موافقتها لأمر الشرع، ونهيه وإذنه، وكراهته، ومتعلقات ذلك.

والصوفي: ينظر في تلك الحركات من جهة كونها موصلة له إلى مراده. أو قاطعة عنه، ومفسدة لقلبه، أو مصححة له".

"مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين" .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين