معا نتدبر القرآن (8) سورة الأعراف الصراع بين الحق والباطل

 

سورة الأعراف سورة مكية، وهي من السبع الطوال، وسميت بالأعراف لورود الأعراف فيها. والأعراف: المكان المرتفع أو الحاجز بين الجنة والنار، وفي مقاصدها أقوال عدة، والذي نختاره أن مقصد السورة العام هو: ((الصراع بين الحق والباطل))، فكل آيات السورة وموضوعاتها ومقاصدها تدور حول هذا المقصد، فقد تحدثت السورة عن الإيمان بالكتاب واليوم الآخر، ثم استعرضت تاريخ الأنبياء والرسل ودعواتهم للعقيدة الصحيحة، وأدلة التوحيد وعاقبة الكفر. 

فقد تحدثت السورة عن موضوعات عدة نذكر منها:

تبليغ الكتاب بدون حرج وبكل قوة لبيان الحق والباطل: {المص ﴿١﴾ كِتابٌ أُنزِلَ إِلَيكَ فَلا يَكُن في صَدرِكَ حَرَجٌ مِنهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكرى لِلمُؤمِنينَ ﴿٢﴾}

ونعمة الله على البشر في الأرض:{ وَلَقَد مَكَّنّاكُم فِي الأَرضِ وَجَعَلنا لَكُم فيها مَعايِشَ قَليلًا ما تَشكُرونَ ﴿١٠﴾}.

وبداية الصراع بين الحق والباطل: {قالَ اهبِطوا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ وَلَكُم فِي الأَرضِ مُستَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حينٍ ﴿٢٤﴾}.

ومآل أهل الحق وأهل الباطل في الآخرة في الأعراف: {وَبَينَهُما حِجابٌ وَعَلَى الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفونَ كُلًّا بِسيماهُم وَنادَوا أَصحابَ الجَنَّةِ أَن سَلامٌ عَلَيكُم لَم يَدخُلوها وَهُم يَطمَعونَ ﴿٤٦﴾}

والصراع بين نوح وقومه: {لَقَد أَرسَلنا نوحًا إِلى قَومِهِ فَقالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ إِنّي أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ عَظيمٍ ﴿٥٩﴾}.

وبين هود وقومه:{ وَإِلى عادٍ أَخاهُم هودًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ أَفَلا تَتَّقونَ﴿٦٥﴾}.

وبين صالح وقومه: {وَإِلى ثَمودَ أَخاهُم صالِحًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ قَد جاءَتكُم بَيِّنَةٌ مِن رَبِّكُم هـذِهِ ناقَةُ اللَّـهِ لَكُم آيَةً فَذَروها تَأكُل في أَرضِ اللَّـهِ وَلا تَمَسّوها بِسوءٍ فَيَأخُذَكُم عَذابٌ أَليمٌ ﴿٧٣﴾}.

وبين لوط وقومه: {وَلوطًا إِذ قالَ لِقَومِهِ أَتَأتونَ الفاحِشَةَ ما سَبَقَكُم بِها مِن أَحَدٍ مِنَ العالَمينَ ﴿٨٠﴾}.

وبين شعيب وقومه:{ وَإِلى مَديَنَ أَخاهُم شُعَيبًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ قَد جاءَتكُم بَيِّنَةٌ مِن رَبِّكُم فَأَوفُوا الكَيلَ وَالميزانَ وَلا تَبخَسُوا النّاسَ أَشياءَهُم وَلا تُفسِدوا فِي الأَرضِ بَعدَ إِصلاحِها ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم مُؤمِنينَ ﴿٨٥﴾}.

وبين موسى وقومه: {ثمَّ بَعَثنا مِن بَعدِهِم موسى بِآياتِنا إِلى فِرعَونَ وَمَلَئِهِ فَظَلَموا بِها فَانظُر كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُفسِدينَ ﴿١٠٣﴾}.

وقصة السحرة: {وَجاءَ السَّحَرَةُ فِرعَونَ قالوا إِنَّ لَنا لَأَجرًا إِن كُنّا نَحنُ الغالِبينَ ﴿١١٣﴾}.

وعاقبة المكذبين: {فَانتَقَمنا مِنهُم فَأَغرَقناهُم فِي اليَمِّ بِأَنَّهُم كَذَّبوا بِآياتِنا وَكانوا عَنها غافِلينَ ﴿١٣٦﴾}.

وقصة العجل:{ إِنَّ الَّذينَ اتَّخَذُوا العِجلَ سَيَنالُهُم غَضَبٌ مِن رَبِّهِم وَذِلَّةٌ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَكَذلِكَ نَجزِي المُفتَرينَ ﴿١٥٢﴾}.

وقصة أصحاب السبت:{ وَاسأَلهُم عَنِ القَريَةِ الَّتي كانَت حاضِرَةَ البَحرِ إِذ يَعدونَ فِي السَّبتِ إِذ تَأتيهِم حيتانُهُم يَومَ سَبتِهِم شُرَّعًا وَيَومَ لا يَسبِتونَ لا تَأتيهِم كَذلِكَ نَبلوهُم بِما كانوا يَفسُقونَ ﴿١٦٣﴾}.

والالتزام بالحق: {وَالَّذينَ يُمَسِّكونَ بِالكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنّا لا نُضيعُ أَجرَ المُصلِحينَ ﴿١٧٠﴾}.

والتحذير من الانزلاق نحو الباطل:{ وَاتلُ عَلَيهِم نَبَأَ الَّذي آتَيناهُ آياتِنا فَانسَلَخَ مِنها فَأَتبَعَهُ الشَّيطانُ فَكانَ مِنَ الغاوينَ ﴿١٧٥﴾}.

والتحذير من الشرك: {إِنَّ الَّذينَ تَدعونَ مِن دونِ اللَّـهِ عِبادٌ أَمثالُكُم فَادعوهُم فَليَستَجيبوا لَكُم إِن كُنتُم صادِقينَ ﴿١٩٤﴾}

والخلاصة، فإن السورة تعلمنا وتريد منا: أن نستمسك بكتاب الله، ونتبع رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن نفقه سنن الصراع بين الحق والباطل، من خلال تاريخ دعوات الأنبياء، وأن لا نتنازل عن حقنا وأنه منصور ما تجنبنا الشرك والكفر والمعاصي، فلنقرأ سورة الأعراف على نية معرفة صراع الحق مع الباطل...

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين