كيف أتوب إلى الله تعالى قبل حلول شهر رمضان؟ 

المحاضرة التي القاها فضيلة الأستاذ الأديب الشيخ عدنان السيروان  في مسجد الاقصاب السادات عصر يوم الجمعة 26/4/2019 

بعنوان (كيف أتوب إلى الله تعالى قبل حلول شهر رمضان)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله المتوحد بجلاء البهاء، المتفرد بدوام البقاء، المتعالي عن الزوال والفناء ، المتردي برداء العظمة والكبرياء والعليم الذي لا يغرب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.

والصلاة والسلام الأتمان الأكملان الأزهران الأعطران الأنوران على أفضل المرسلين وخاتم الأنبياء وعلى آله الأطهار الأجلاء وصحابته الأخيار النجباء ومن تبعهم وسار على نهجهم ورزق محبتهم إلى يوم البعث والجزاء. 

أيها الأخوة الأحبة : 

يستحق شهر رمضان والقادم إلينا بعد أيام أن نصفه بأنه شهر التوبة والغفران لثلاثة أسباب :

أولاً – لأن شهر رمضان بطبيعته وبدلالة النصوص الشرعية يؤدي عند الالتزام بأحكامه والقيام بواجباته إلى القضاء على الذنوب وآثارها في النفس. 

ثانياً – لأن معركة المسلم في هذا الشهر المبارك تكون في مواجهة عدوها الأول : النفس منفردة عن الشياطين التي تصفد في هذا الشهر الكريم. 

ثالثاً – لأن الانسان فيه يجد على الخير أعواناً.

فلأن رمضان محرقة للذنوب وآثارها : ذاك من المعاني الذي سمي شهر الصيام بشهر رمضان أي أنه شهر ترتمض فيه الذنوب أي تحترق قال القرطبي: (إنما سمي رمضان لأنه يرمض الذنوب أي يحرقها بالأعمال الصالحة). 

ورمضان من أعظم مواسم التوبة والمغفرة وتكفير السيئات.

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر)

لذلك قال سبحانه: {وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون } 

فالتوبة أول واجب للمسلم يستعد به لاستقبال هذا الضيف الكريم ولأن الأصل في المؤمن تجديد التوبة في كل وقت آن، قدوته في ذلك الحبيب صلوات الله عليه يوم قال: (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) وفي رواية : ( يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة)

نجدد التوبة قبل حلول شهر رمضان استعداداً للجد في العبادة، والاجتهاد في القيام، وقراءة القرآن الكريم ، وتلاوته وحفظه ، والحفاظ على الأذكار والأوراد. 

نجدد التوبة لأن التوبة منزلة علية، من بلغها فقد بلغ الخير كله...

يقول ابن القيم رحمه الله عن التوبة :(وهي أول منازل السائرين إلى ربهم وأوسطها وآخرها) وهي ليست منزلة العصاة الشاردين، بل هي منزلة الأنبياء المصطفين عليهم السلام ، قال تعالى: { وعصى آدم ربه فغوى، ثم اجتنباه ربه فتاب عليه وهدى). 

قال الإمام الرازي رحمه الله : وأعلم أن الأنبياء عليهم السلام طلبوا المغفرة كدعاء آدم ونوحٍ وهودٍ وابراهيم ويوسف وموسى وداوود وسليمان وعيسى عليهم السلام.

وختاماً للحبيب صلوات الله عليه قال الله له في القرآن: (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) سورة محمد. 

أما الأمة فخاطبها الحق سبحانه : (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) " الحشر " 

قال حجة الإسلام أبو حامد الغزالي : كان صلى الله عليه وسلم دائم الترقي ، فإذا ارتقى إلى حال رأى ما قبلها دونها، فاستغفر من الحالة السابقة وهذا مأخوذ من العدد المذكور في استغفاره حيث كان مفرقاً بحسب تعدد الأحوال.

وفضل التوبة كبير، وأعظمه أنها سبب لمحبة الله تبارك وتعالى: ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) فالتوبة خضوع وانكسار ، وتذلل واستغفار، واستقالة واعتذار، وابتعاد عن دواعي المعصية ونوازع الشر، ومجالس الفتن وسبل الفساد، وأصحاب السوء وقرناء الهوى. 

التوبة صفحة بيضاء – وطهر ونقاء وخشية وصفاء، وإشفاق وبكاء .

التوبة خجل ووجل، وعودة ورجوع ، وانكسار وخضوع،وندم ونزوع ، وإنابة وتدارك ، وخوف من المهالك.

التوبة نجاة من كل غم. ووقاية من كل هم ، وظفر بكل مطلوب وسلامة من كل مرهوب ، بابها مفتوح، وخيرها ممنوح، مالم تغرغر الروح.

( يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم) وإذا كان الله تعالى قد دعا عباده إلى التوبة الصادقة النصوح في كل زمان، فإن التوبة على أبواب رمضان أولى وآكد لأن المؤمن سيستقبل ذلك الشهر الذي تسكب فيه العبرات وتقال فيه العثرات، وتعتق فيه الرقاب من النار.

ومن لم يتب على أبواب رمضان فمتى سيتوب؟ 

وللتوبة شروط ستة : 

1- أن تكون خالصة لله تعالى.

2- أن تكون في زمن الإمكان.

3- الإقلاع عن الذنب فلا يصح أن يدعي العبد التوبة وهو مقيم على المعصية.

4- الندم على ما كان منه وهو ركن التوبة الأعظم قال الحبيب (الندم توبة) 

5- العزم على عدم العودة. 

6- رد الحقوق إلى أصحابها والتحلل منهم. 

فحري ٌّونحن على ابواب هذا الشهر الكريم أن نتخفف من الأوزار ونقلع عن المعاصي والموبقات ونتوب إلى الله توبة صادقة، وأن نجعل من رمضان موسماً لتقويم أعمالنا واصلاح مسيرتنا ومحاسبة نفوسنا ، فإن وجدنا خيراً حمدنا الله عز وجل وازددنا منه، وإن وجدنا غير ذلك تبنا إلى الله واستغفرناه وأكثرنا من الصالحات.

ولقد دعانا الحق سبحانه إلى هذه التوبة المباركة قال عز من قائل: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعاً، إنه هو الغفور الرحيم) " الزمر" 

قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( من أيس عباد الله من التوبة بعد هذا فقد جحد كتاب الله عز وجل).

والتوبة واجبة على الفور لا يجوز تأخيرها ولا التسويف بها، لأن الله أمر بها ورسوله، وأوامر الله ورسوله كلها على الفور والمبادرة، لأن العبد لا يدري ماذا يحصل له بالتأخير، فلعله أن يفجأه الموت فلا يستطيع التوبة، ولأن الإصرار على المعصية يوجب قسوة القلب وبعده عن الله عز وجل، وضعف إيمانه، ذلك أن الإيمان يزيد بزيادة الطاعات وينقص بنقصها وبالعصيان، ولأن الإصرار على المعصية يوجب إلفها والتشبث بها فإن النفس إذا اعتادت شيئاً صعب عليها فراقه وحينئذ يعسر عليه التخلص من معصيته ويفتح عليه الشيطان أبواب معاصٍ أخرى أكبر وأعظم مما كان عليه.

لذلك قال أهل العلم وأرباب السلوك : إن المعاصي بريد الكفر، ينتقل الإنسان فيها مرحلة مرحلة حتى يزيغ عن دينه كله والعياذ بالله .

فالذنوب من أخطر الأمراض، وآثارها أشد قسوة على ابن آدم ، من أي داء آخر، وهي حجاب بين العبد وربه، تحرمه لذة الوصل، وحلاوة الطاعة. 

وإن شؤم الذنوب لا يقتصر على صاحبها فحسب بل ينعكس على المجتمع بأسره كما قال عز وجل: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا) " الروم" 

لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصاً على تربية أصحابه وقيادة نفوسهم إلى الحق لتجنيبهم الوقوع في المعاصي فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يُعلم من يعمل بهنّ – قال أبو هريرة فقلت: أنا يا رسول الله ،فأخذ بيدي فعد خمساً وقال : اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلماً، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب).

وقد سار المربون الأوائل من علماء الاسلام على هدي النبي في التربية، وتهذيب النفوس وتخليصها من غرائز السوء التي تنتقل بها إلى الحضيض ، وحسهم في هذا المجال بلغ شأواً من الدقة لا يُعرف له نظير، روي أن الإمام الشافعي لما أتى الإمام مالكاً رضي الله عنه نظر إليه الامام مالك وقال له: (اتق الله يا محمد واجتنب المعاصي فسيكون لك شأن إن الله عز وجل ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بالمعاصي).

أما الذنوب والمعاصي فهي على نوعين:

إما أن تكون بين العبد وربه، وإما أن تكون متعلقة بحقوق العباد.

فما كان بين العبد وربه فالعفو منها أرجى وأقرب مالم تكن شركاً.

وما كان متعلقاً بحقوق العباد فالأمر فيها أغلظ. 

وقد جاء في الخبر: (الدواوين ثلاثة : ديوان يغفر ، وديوان لا يغفر، وديوان لا يترك ، فالديوان الذي يُغفر ما كان بين العبد وربه، والديوان الذي لا يغفر فالشرك بالله تعالى والعياذ بالله وأما الديوان الذي لا يترك فمظالم العباد). 

وقد درج العلماء على تقسيم الذنوب إلى صغائر وكبائر وفصلوا في أن بعض الصغائر قد تتحول إلى كبائر فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما كبيرة بكبيرة مع الاستغفار ولا صغيرةٌ بصغيرةٍ مع الإصرار)

ولقد فصل العلماء في أسباب الذنوب فردوها إلى الدنيا ومغرياتها والنفس والهوى وشيطان الإنس والجن وضعف الإرادة وقوة الشهوات والجهل بأمر الدين .

كذلك فصلوا في الوقاية من الذنوب : باستشعار خشية الله سبحانه وتعالى وبمراقبته في السر والعلن وبالتحرر من نير العبودية للهوى والشهوات وبالمسارعة إلى الندم والتوبة والإقلاع عن الذنب إذا زلت القدم .

وإن أكثر المعاصي التي يقع فيها العبد سببها عدم معرفة الله تعالى حق المعرفة وعدم معرفته بالمنهج الذي ارتضاه لعباده والجهل بالأضرار والآثار السيئة الناتجة عن تلك الذنوب. 

ففي الحديث كما في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم : (تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً، فأي قلب أشربها نُكتَ فيه نُكتة سوداء ، وأي قلبٍ أنكرها نُكت فيه نكتةٌ بيضاء حتى تصير على قلبين : على أبيض مثلِ الصفا فلا تضره فتنة مادامت السموات والأرض، والآخر أسود مربادا ، كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منراً إلا ما أشرب من هواه) مجخياً أي مائلاً أو منكوساً فهو وصف بهذه الحالة وكأنه بعيد عن أن يعلق به خير أو حكمة.

لذلك يسعد المؤمن حيث تفتح له أبواب مواسم الخير ليغتنمها بتوبة صادقةٍ بين يديه سبحانه ولا أجل من هذا الشهر ولا أكرم...

حيث تغسل فيه الحوبات، وتغفر فيه الخطيئات فلنحرص ألا يدخل علينا هذا الشهر إلا وقد صفت منا القلوب وزكت منا النفوس وطهرت منا الجوارح بتوبة خالصة صادقة نعلنها بين يديه سبحانه . 

أخي الحبيب : 

إن لم يغفر لنا وتنكسر قلوبنا في هذه الأيام فمتى إذن ؟

فياله من فضل عظيم ويا له من مكسبٍ كبير يبدل الله فيه السيئات حسنات ألم يقل الحبيب : (قال الله تعالى : يا ابن آدم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي) .

أخي الحبيب : هل بعد هذا الفضل الجليل كله نتأخر عن التوبة. 

أم هل بعد هذا الجود الجزيل كله نسوّف في التوبة؟

فكل ما يعترض طريق التوبة عوائق موهومة، وحواجز لا يحطمها إلا من خشي ربه فما يدريك -أيها الحبيب- قد يكون ميلادك الجديد في شهر الخير والبركة فالإنسان يولد مرتين يوم يخرج من ظلمة رحم أمه إلى نور الدنيا ويوم يخرج من ظلمات المعصية إلى انوار الطاعة فكن هو أنت قبل أن يغلق الباب.

أما كيف يتوب العبد إلى الله تعالى قبل رمضان ليلقى رمضان بقلبٍ طاهر نقي وفؤادٍ سليم تقي.

1- التوبة الصادقة النصوح بشروطها الستة التي وردت في بداية هذه العجالة الموجزة. 

2- السعي إلى طلب العلم والبحث عن الراسخين فيه ليحسن سلوك العبد إلى الله رب العالمين، فإذا عرف الانسان ربه أحبه، وإذا أحبه استقام على منهجه وترك الشهوات والآثام ابتغاء وجهه عندئذ يجد حلاوة الإيمان ولذة الطاعة. 

3- التعبد بالعبادات المشروعة فالعبادات ماحيات للذنوب وأكدارها. والعبادات أشبه بتمارين رياضية متكررة لتعويد المرء أن يحيا حياة نظيفة طاهرة عفيفة فعلى قدر أخذ الإنسان نفسه بالمجاهدة وتعهده لها بالعبادات ترقى أحواله وترهف مشاعره وتسمو به إلى عالم الطهر والكمال، فالمجاهدة أساس المشاهدة. 

قال ابن القيم من تذوق حال الوصال هانت عليه مرارة المجاهدة. 

4- تلاوة القرآن الكريم ومدارسته إذ أننا قادمون على شهر القرآن وشهر رمضان هو مولد دستور السماء الذي ختم الله به الشرائع وأتم به مكارم الأخلاق. قال الحبيب: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) قال عقبة بن عامر ( لا يعذب الله قلباً وعى القرآن). 

5- ذكر الله واستغفاره : روت السيدة عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم (شهر رمضان شهر الله، وشهر شعبان شهري ، شعبان المطهر، ورمضان المكفر)

6- الدعاء : قال ابن رجب رحمه الله: (وإن أعظم نفحات الله تعالى مصادفة دعوة الإجابة يسأل العبد فيها الجنة والنجاة من النار فيجاب سؤاله فيفوز بسعادة الأبد ، قال تعالى : (فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز). 

7- الاكثار من الصدقات ضمن الوسع : قال صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً) والمؤمن الفطن الحريص على أسباب المغفرة والسعادة يلاحظ الأوقات الفاضلة والأزمان المباركة فيعمل فيها من الخير والبر أكثر مما يعمل في غيرها. 

8- حُسن الظن بالله رب العالمين : قال الله تعالى: ( فما ظنكم برب العالمين) 

قال ابن مسعود رضي الله عنه (اللهم إنا نظن بك عفواً وغفراناً وانعاماً وإحساناً.) قال الحسن البصري : (يستحيل أن تحسن به الظن ولا يحسن لك المن)... 

9- قيام الليل : على قدر الوسع والطاقة 

10- املاء الأوقات بما ينفع فقد قيل: (نفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر) ولو شغل المسلم بما طولب به من جهادٍ دائم في الحياة وما كلف به من عبادات لما وجد متسعاً من الوقت للتبطل والتخفف ولانجلت عنه غموم ولزالت من حياته هموم ولانحلت عقد كثيرة يعاني منها من تلقاء نفسها في ميدان العمل الصالح والسعي لخيري الدنيا والآخرة.

11- الابتعاد عن مجالس اللهو والاختلاط وهدر الأوقات.

12- استعمال الوسائل المتاحة اليوم فيما ينفع الناس و يمكث في الأرض والبعد عن كل ما يبعد المؤمن عن جادة الهداية والفضيلة.

13- حضور مجالس الذكر والصفاء لتصفية الروح وتنقية الجوارح حيث كان علماؤنا يعقدون الأيام الأخيرة من شعبان في خلوات ربانية ليستقبلوا رمضان وهم على أعلى سوية من الطهر والصفاء والترقي والنقاء.

14- الابتعاد عن الشبهات الفكرية والعقدية والسلوكية وتجنب المراء فيما لا يأتي بفائدة. 

15- زيادة عرى التواصل والتحابب والتوادد في الله تعالى: (أين المتحابون في جلالي اليوم أظلهم تحت ظلي يوم لا ظل إلا ظلي).. 

16- تجديد الهمة في السير إلى الله تعالى بروح جديدة وهمةٍ أكيدة وعدم الخلود إلى الدعةِ والراحة فمواسم الخيرات تحتاج إلى علو الهمات. 

وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام 

وبعد هذا كله يلتجئ العبد إلى خالقهِ ومولاه ويعود إليه تائباً مستغفراً نادماً مقبلاً إليه بالكلية. 

فمن عظيم فضل الله تعالى أن جعل باب التوبة مفتوحاً لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها... 

فَكَمْ هيَ من سعادة وكم هي من فرحةٍ يفرح القلب بها ويسعد حين يرجع إلى ربه نادماً ملتحقاً بركب الصالحين . 

فوالله إنها لسعادة لا يعرف طعمها إلا من جربها.. 

اللهم إنا ظلمنا أنفسنا ظلماً كثيراً وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لنا مغفرة من عندك وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم.

اللهم تب علينا توبة نصوحاً، طهرنا بها جسداً وقلباً وروحاً وصل وسلم على أشرف أنبيائك وخاتم رسلك وآله وأصحابه إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين