استقبال رمضان

 

 

د. بلال مصطفى علوان
 
إنّ من فضل الله عز وجل على الأمة الإسلامية أنّه عزّ شأنه وتقدّست أسماؤه قد أكثر لها مواسم الخير والعبادة، فما بين الفينة والأخرى يفتح الله عزوجل باباً من أبواب الفيوضات والنفحات الربانية حتى يترك للإنسان فرصةً ليفوز بمرضاة الله جلّ وعلا.

ومن هذه الأبواب والنفحات التي فتحها الله لنا معشر المسلمين: شهر شعبان المبارك الذي تضمنا أيامه ولياليه.

ومن هذه المواسم ضيفٌ كريمٌ سيقدُم علينا بعد أيام قلائل حاملاً معه الخيرات والبركات والمنح والهبات من ربِّ البريات سبحانه وتعالى.

روى الترمذي بسند صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبي صلى الله عليه وسلّم قال: ((رغم أنف رجلٍ ذُكِرتُ عنده فلم يُصلّ عليّ، رغم أنف رجلٍ دخل عليه رمضان ثمّ انسلخ قبل أن يُغْفَر له، رغم أنف رجلٍ أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة)).

سلفنا الصالح رضوان الله عليهم كان لهم شأنٌ مع رمضان:
 كانوا إذا دخل عليهم رمضان انكبُّوا على المصاحف فقرؤوها تقويةً لقلوبهم وتزكيةً لأرواحهم.
 كانوا يُخَفّفون من الحديث النّبوي لأجل القرآن الكريم، فهذا إمام دار الهجرة مالك إذا جاء رمضان أوقف مجالس السّماع وقال: "هذا شهر القرآن".
 كانوا يتعاهدون الفقراء والمساكين بالصّدقة والإحسان، ويتنافسون في أعمال البر والخير، قدوتهم في ذلك حبيبهم محمّد r، ففي الصّحيح: "أنّه صلى الله عليه وسلم كان في رمضان أجود الناس".
 كانوا يحيون ليليه بالقيام، وتلاوة القرآن، والاستغفار، والتململ بين يدي الجبار.
 مع هذا كلّه كانوا يجاهدون في سبيل الله، فغزوة بدر في السابع عشر من رمضان، وفتح مكة في العشرين منه، وحطين في رمضان، وقتال المسلمين للتتار في رمضان.

إخواني:
 رمضان شهر القرآن: [شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ...} [البقرة: 185].
 رمضان شهر التقوى: [لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].
 رمضان شهر التوبة: ففي الصحيح: ((رمضان إلى رمضان والعمرة إلى العمرة كفارةٌ لما بينهما ما لم تُغشَ الكبائر)).
 

 رمضان شهر الاستغفار.
 شهر الإلحاح بالدعاء.
 شهر صلة الأرحام.
 شهر المحافظة على صلاة الجماعة.
 شهر البعد عن الغيبة والنّميمة والكذب والخداع.
 شهر البعد عن النّظر الذي يغضب الله.
 شهر البعد عن سماع ما لا يرضي الحق سبحانه.

الحبيب - صلى الله عليه وسلّم - أعلن فقال كما في الصّحيح: ((من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله ما تقدّم من ذنبه)).


 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين